تعددت المنظمات الصهيونية.. والهدف واحد

صورة تعبيرية

تعددت المنظمات والجماعات والهدف واحد هو تهويد المسجد الأقصى، بسبب ادعاء كاذب، وأمل واهم داخل الفكر الصهيوني وهو الحصول على "الهيكل السليماني"، جميعنا يعلم ذلك ولكن لماذا كل هذا؟!، وما أهم المنظمات والدوافع التي تعمل على ذلك؟!.

فيما يلي نعرض أهم الأسباب والمنظمات التي تحقق المساعي الصهيونية لتهويد الأقصى والإستيلاء على الممتلكات الفلسطينية:

"اقتحام الأقصى أو تهويد القدس"، هي سياسة مخطط صهيوني رسمه اليهود منذ قرون، الهدف الرئيسي منه هو تنفذ إسرائيل بانتظام لذلك المخطط، حيث تقتحم قواتها العسكرية المسجد الأقصى من حين لآخر.

وأرجع المراقبون أسباب عمليات الإقتحام المتكررة للمسجد أقصى إلى خمسة أسباب رئيسية هي:

1- انتفاضة الشباب المقدسيين

2- التقسيم الزمني للمسجد

3- تكثيف التواجد الصهيوني

4- تهويد القدس

5- صمت العرب.

وقد عمل داخل الأوساط الإسرائيلية العديد من الجماعات الدينية المتطرفة، التي تحمل أفكارًا عدوانية ضد الفلسطينيين، وقد ظهرت تلك المنظمات من خلال آراء الحاخامات المتشددين، وتعمل على أنشطة وفاعليات مختلفة قد تصل إلى مستوى القتل أحيانًا، وهو ما تم رصده خلال مجريات الصراع الدائرة في فلسطين المحتلة.

وأصبح تمركز هذه الجماعات حول المسجد الأقصى، وتشارك في أعمال استفزازية ضد المسلمين لمنعهم من الصلاة فيه، إلى أن يصل الأمر لمصادمات مع الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين لمنعهم من اقتحام الأقصى عند أعيادهم.

أولًا: أصول المنظمات المتطرفة في إسرائيل:

ترجع نشأة معظم هذه الجماعات إلى الأسس الفكرية التي عبر عنها الحاخام «آبراهام بن سحاق كوك» وذلك قبل قيام الدولة الإسرائيلية بحوالي ربع قرن، حيث أسس مدرسة «مركاز هراف»، التي تعتبر أول مدرسة صهيونية متطرفة تخرج منها معظم قادة هذه الجماعات.

وكانت تلك المبادئ هـي الأساس الذي قام عليه «حزب العمل الإسرائيلي» قبل أن يتغير الوضع بصورة درامية بعد حرب1967، وتتجه الجماعات المتطرفة في “إسرائيل” إلى التحالف والاتحاد الذي لم يزل قائمًا حتى الآن مع اليمين المتطرف في تكتل الليكود.

وقد اتفق عدد من المؤرخين على أن جميع المنظمات الدينية والصهيونية التي تشارك في عمليات اقتحام الأقصى ينطلقون من فكرة واحدة أساسية ومحورية هي الإيمان بأساطير تلمودية وادعاءات صهيونية لبناء ما يسمى بالهيكل الثالث.

كما يزعم تراث اليهود أن الهيكل تم تدميره مرتين أولهما خلال فترة السبي البابلي ليهود فلسطين عام 586 ق.م.، والمرة الثانية كانت عام 70 ميلاديًّا، خلال فترة السبي الروماني ليهود فلسطين.

فسرت تلك الرؤية الدكتورة، هويدا عبد الحميد مصطفى الأستاذة بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العبرية، في كتابها "الجماعات اليهودية المتطرفة والاتجاهات السياسية الدينية في إسرائيل"، حيث أوضحت أن أسباب نمو تلك الجماعات هو انتصار إسرائيل في حرب 67 الأمر الذي ترك أثرًا كبيرًا على العلمانيين قبل المتدينين، كونه جاء مؤكدًا على مفاهيم دينية كمفهوم الخلاص وآخرة الأيام، كما ساهم ذلك الانتصار في المطالبة بحقها في أن تكون محركة للأحداث.

من جانب آخر تسببت الهزيمة التي سحقت إسرائيل في 73 إضعاف اليسار المتمثل في حزب العمل، وتقوية اليمين المتطرف، وتشكيل ائتلافات حكومية بهدف الحفاظ على مبدأ أرض إسرائيل الكاملة.

كما أكدت الدكتورة على أن مصطلح «أرض إسرائيل الكاملة» يعتبر مبدأ أساسي تقوم عليه أفكار وقواعد الجماعات الصهيونية المتطرفة، بل اجتمعت تيارات حركة العمل، والتيار الديني الصهيوني وتيار حركة «حيروت» على تأييد هذا المبدأ الذي كان محرك أساسي لإقامة المستوطنات كواجب ديني وعقائدي.

من جانبها رفضت الجماعات المتطرفة مبدأ الأرض مقابل السلام حيث رأت أن ذلك يُعد بمثابة تفريط في الحق التاريخي في الأرض، وعلى أثرها أصدرت الحاخامات فتوى تحظر إخلاء المستوطنات، كما انكرت تلك الجماعات حق سكان الأرض الأصليين في أرضهم، ليس ذلك فقط بل عملت على طرد العرب خارجها واستباحة منازل الفلسطينيين.

ثانيًا أقسام تلك الجماعات:

تنقسم تلك الجماعات إلى تيارين رئيسيين يندرج تحت كل منهما عدة جماعات فرعية وهي:

الأول:

الجماعات الصهيونية والتي ترتكز معتقداتها على فكرة أرض الميعاد وشعب الله المختار ومن اهم تلك الجماعات جماعة «المرزاحي»، وتعتبر الجماعة الأم التي خرجت من قلبها جميع التنظيمات المتطرفة الأخرى، وتليها جماعات «المفدال، وحركة تامي، وموراشا، وميماد».

الثاني:

جماعات التكفير والتي منها شرقية «سفارديم» وتضم كل من حركة (حبد، وشاس، وناطوري كارتا، وساطمر)، وأخرى غربية «أشكنازيم»، ويندرج تحتها حركات (أجوادات يسرائيل، ويجيل هاثوراه أو علم التوراة).

وقد تصل الخلافات بين هذه الجماعات إلى حد تكفير بعضها البعض، وحتى تكفير قيام دولة إسرائيل ذاتها، لكن كلهم يتفقون جميعًا على كراهية العرب واستبعاد الموافقة على تأسيس دولة لهم، أو الاعتراف بحقهم في العيش على أرض الميعاد المزعومة.

ثالثًا: أهم المنظمات والجماعات المتطرفة اليهودية:

1- جماعة إحياء الهيكل:

وهي جماعة يهودية من أكثر الجماعات تطرفًا، وتسعى لضم الجماعات اليهودية المهتمة بهدم الأقصى في جماعة واحدة، وتمثل الإطار العام لمعظم المنظمات المعنية بما يدعونه «جبل الهيكل»، ويتزعمها الحاخام (هليل وايز).

2- جماعة حراس الهيكل:

وهذه الجماعة تضم عدة منظمات منها:

أ‌- معهد الهيكل:

تأسست عام 1983 على يد كل من الحاخام «يسرائيل أرييل، وموشي نيمان، ومايكل بن حورين» في الحي اليهودي بالقدس، ويؤمن قادتها بأن بناء الهيكل لن يتم عن طريق المعجزات بل من خلال مبادرات عملية فعالة.

وتتلقى هذه المنظمة دعمًا من الحكومة الإسرائيلية وبعض المنظمات الصهيونية القومية، إضافة إلى بعض الجماعات المسيحية الأصولية، لذلك اشتهر «أرئيل» بفتاويه التي تبرر تدمير ممتلكات العرب وإبادتهم وتصفية وجودهم في فلسطين المحتلة في الثمانينيات.

ب‌- جبل حامور:

هي جماعة أكاديمية تهتم بالعمل النظري، وأعضاؤها الأساسيون من مستوطنة يتزهار، مثل الحاخام «يتسحاق شابيرا، ودودي دودا كيفيتش، وشاي داوييم، ويوسي بلاي»، وتعمل على تنظيم حملات متكررة لتوجه اليهود إلى الحرم القدسي، كما تعقد دورات لطلاب المدارس الدينية لهذا الغرض.

ت‌- إنشاء الهيكل:

هي جماعة يترأسها الحاخام «يوسف البويم»، وتنشر وسط أتباعها أن الهدف الحقيقي من وراء إنشائها هو تهويد الحرم القدسي الشريف وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.

وتعمل هذه الجماعة على نشر منشورات تحريضية في أوقات الأعياد اليهودية وخاصةً الاعياد والمناسبات المرتبطة بـالهيكل، مثل ذكرى «خراب الهيكل» المزعوم يوم 9 أغسطس، كما تنظم دوريات ومسيرات وزيارات لأتباعها إلى الحرم القدسي.

3- جماعة أمناء جبل الهيكل:

هي واحدة من المنظمات المتطرفة التي عملت على ترويع الآمنين من السكان الفلسطينيين وممارسة العديد من أشكال الإرهاب والاعتداء بهدف إكراه الفلسطينيين على الهجرة وترك أراضيهم التي ورثوها بحجة أنها جزء من (أرض إسرائيل الكاملة) التوراتية.

كما شاركت غيرها من الحركات والمنظمات المتطرفة الصهيونية، في تنظيم العديد من المظاهرات الصاخبة وعمليات الهجوم على المدنيين الفلسطينيين العزل، وأملاكهم في الخليل وباقي مدن الضفة الغربية والقدس.

ويترأس هذه الجماعة «جيرشون سالمون» الذي كان عضوًا نشطًا في رابطة (الدفاع اليهودية الأمريكية)، ويعمل مديرًا تنفيذيًّا لمدرسة جبل المعبد، وقد اكتشف أن لديه مخزون هائل من الأسلحة والمتفجرات والخرائط التي عكست تدبيرًا إجراميًّا لنسف المنطقة.

كما نادي «سالمون» بضرورة نقل المحكمة العليا إلى (جبل البيت)، وبأن يؤدي الرئيس الصهيوني القَسّم فيها، كما يدعو إلى تنظيم استعراضات عسكرية مسلحة للجيش الصهيوني في ساحة المسجد الأقصى.

4- جماعة شوفبانيم:

وهي إحدى جماعات المستوطنين الداعية للاستيلاء على الأراضي العربية، وفي فترة تصاعد عمليات مصادرة الأراضي الفلسطينية وحمى الاستيطان الصهيوني عام 1984، وكان لهذه الجماعة دورٌ بارز في إلحاق الأذى الشديد بأملاك المواطنين الفلسطينيين.

كما عملت ممارسات أعضاء هذه الجماعة العدوانية على إضطراب الأمن والاستقرار، ومن أبرز أنشطة أعضاء الجماعة الاعتداء المتكرر على الفلسطينيين المقيمين جوار الحرم القدسي الشريف، وتعمل على إزعاجهم بالصياح ليلًا نهارًا، والاعتداء عليهم أثناء أدائهم لفريضة الصلاة.

5- مواطنون من أجل يهودا ولاسامرة وغزة.. ييشع:

هي جماعة تم تاسيسها عام1985 على يد «الياكيم يعتسيني» وهو محامٍ من غلاة القوميين الطليعيين من مستوطنت (كريات أربع) ويعتبر واحدًا من أشد المستوطنين المتطرفين، حيث يتمثل نشاطها في تعبئة المعارضة السياسية للقضاء على أية تسوية سلمية بين الصهاينة والفلسطينيين والعرب وبالذات مبادرات (حسين – بيريز) التي كانت بوادرها تلوح في الأفق آنذاك.

6- جماعة التنظيم اليهودي المقاتل آيال:

وتعتبر جامعة بار آيلان من أشهر الجامعات الدينية في الكيان الصهيوني، وهي من أبرز مراكز التطرف الصهيوني وأهم مصدر له، وقد شكل عدد من طلبتها عام 1992، جماعة أطلق عليها (التنظيم اليهودي المقاتل) وعرفت بـ «آيال».

وتظهر حدود هذه الجماعة ومنظور تطوراتها من تقويمها لأداء جماعتين مصنفتين باعتبارهما من أشد الجماعات الإرهابية اليهودية تطرفًا وأكثرها عنفًا وعدوانية وهما: جماعة (كاخ)، وحركة (كاهانا حي).

وتؤمن هذه الجماعة كغيرها من جماعات الإرهاب الأصولي اليهودي بقدسية (أرض إسرائيل الكاملة)، وتكفر من يجرؤ على التنازل عما تعتبره حقًّا توارتيًّا لا رجعة فيه، وتعتبره مرتدًا وجب قتله.

7- جماعة أبناء يهودا:

جماعة من اليهود المتطرفين غريبي الأطوار ولهم عادات غيبية الرؤى، تستوجب عقائدهم الغريبة المشي ووجوههم دائمًا في اتجاه الشمس أيًّا كان موقعها من السماء.

وقد اختارت هذه الجماعة الغريبة خرائب قرية «لفتا» العربية في المشارف الغربية لمدينة القدس للاعتكاف بها نظرًا لتواجد ينابيع للمياه، وتقوم الجماعة بممارسة طقوس الطهارة فيها، ويعتبر أعضاء هذه الجماعة أنفسهم رسل السيد المسيح (عليه السلام).

ويتزعمها الحاخام «لخمان كاهانا»، والتي تم تغيير اسمها مؤخرًا لتعرف باسم جماعة (كهانا حي) نسبة لزعيمها، ويتركز نفوذها في حي (طريق باب الواد)، عند مكان يعرف بـ (كوليل جورجيا) في البلدة القديمة في القدس.

وقد تسببت هذه الجماعة في صدام دموي مع السكان العرب المقدسيين في عام 1983، عندما نظمت مسيرة لإدخال التوراة إلى (كنيس كوليل جورجيا) في احتفال ديني يمرون خلاله بجوار حائط البراق، ويحاولون أحيانًا اقتحام الحرم، لكن السكان العرب تصدوا للمسيرة باعتبارها مظهرًا للتهويد.

8- جماعة كاخ:

من أشهر الجماعات اليهودية المعنية بهدم الأقصى، وقد تأسست عام 1972 على يد الحاخام اليهودي الأمريكي «مائير كاهانا»، ومن أتباعها المتطرف جودمان الذي قام بهجوم على الأقصى يوم 11 أبريل 1982.

9- جماعة إعادة التاج:

ويتزعمها الحاخام «يسرائيل فويختونفر» الذي يحرك مجموعة عنيفة من الشباب المتعصبين، ويخططون للاستيلاء على بيوت ومبان عدة في القدس بدعوى أنها كانت يومًا ملكًا لليهود.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة مانشستر سيتي وتوتنهام (0-0) بالدوري الإنجليزي | انطلاق المباراة