كشف الدكتور محمد عمران، رئيس هيئة الرقابة المالية، عن إصدار أول دليل تفصيلى لحماية المتعاملين بأنشطة سوق رأس المال والتأمين وصناديق التامين الخاصة وأنشطة التمويل المتعددة بمصر، وذلك في إطار تنفيذ الإستراتيجية الشاملة لتطوير قطاع الخدمات المالية غير المصرفية (2018 -2022) وتحديدا" في محورها السادس والخاص بتطوير مستويات الحوكمة وتعزيز القدرات الرقابية وحماية حقوق المتعاملين بها.
اقرأ أيضًا ..اللون الأزرق يضيئ مقرها الرئيسي.. هكذا تضامنت بورصة مصر مع مرضى التوحد
وقال إن بموافقته على "دليل مبادئ حماية المتعاملين في القطاع المالي غير المصرفي" بالقرار رقم 446 لسنة 2019 ستلتزم الشركات والجهات العاملة في مجال الأنشطة المالية غير المصرفية بأن تتوافق مع المبادئ الواردة بدليل حماية المتعاملين، وان تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لنشر الدليل وتوعية عملائها بحقوقهم والتزاماتهم، وعلى وجه الخصوص وضع الدليل بصفة دائمة على الصفحة الرئيسية للموقع الالكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي لتلك الشركات والجهات العاملة فى مجال الأنشطة المالية غير المصرفية لها، وأن يُذكر لعملائها بوضوح كيفية الحصول والإطلاع على دليل حماية المتعاملين الصادر عن الهيئة في أي مستند يتضمن تقديم خدمة مالية،بالإضافة لتسليم العملاء نسخة مطبوعة من النشرة التعريفية للدليل المعد من قبل الهيئة عند تقديم أي منتج مالي أو تأميني أو تمويلي خاضع لرقابة الهيئة، والالتزام بوضع لوحة توضيحية بأهم مبادئ حماية المتعاملين في الشركة وفروعها وكافة الأماكن الأخرى التي تقدم خدمات للعملاء.
وأضاف عمران أن دليل مبادئ حماية المتعاملين في القطاع المالي غير المصرفي، يمثل رسالة توعية وتنبيه للمتعاملين المرتقبين بمبادئ الحماية الأساسية سيتم تنفيذها في برنامج اتصالي مكثف يهدف للوصول إلى المواطنين عبر وسائل الاتصال الجماهيرية واسعة الانتشار المطبوعة والرقمية مع بداية الأسبوع القادم للتعريف بتلك المبادئ- والتي تتضمن الشفافية والمعاملة العادلة والحد من المخاطر وتسوية المنازعات وحل شكاوى المتعاملين وتعزيز الثقة – بكل تفاصيلها لكل نشاط مالى غير مصرفى.
كما يتضمن الدليل التزامات العملاء قبل التعاقد على المعاملات أو الاستفادة من الخدمة وفى مقدمتها الصدق عند تقديم المعلومات، والاطلاع على كافة المعلومات المقدمة إليهم بكل دقة، والتأكد من فهمهم لها بشكل واضح، وفهمهم لكيفية استخدام المنتج او الخدمة المالية بشكل دقيق وصحيح، والتوصية بعدم شراء أية منتجات او خدمات مالية لا تتلاءم مع وضعهم المالى، وتوخى الحذر بالمعرفة المسبقة لهوية من يصدر إليهم تلك التوكيلات، وحقهم في الحصول على نسخ من العقود والمستندات بعد التوقيع عليها والاحتفاظ بها في مكان آمن.
وأوضح عمران أنه مع تسارع العديد من اقتصاديات الدول نحو إتاحة وتيسير وصول المنتجات والخدمات المالية بالشكل الكافى وفى الوقت المناسب وبتكلفة ميسورة لجميع فئات وشرائح المجتمع عبر توظيف استخدام التكنولوجيا الحديثة المبتكرة في حراك نشط ومتسارع متخذا “من " الشمول المالي "عنوانا" كبيرا"، فقد تزامن مع تلك الحالة إلقاء عبء حماية المتعاملين والتثقيف المالى لتلك الفئات على عاتق الأجهزة الرقابية على الأنشطة المالية _ ومنها هيئة الرقابة المالية _ لتصبح مسؤولة بشكل مباشر عن تعزيز المصداقية والثقة في أنشطة القطاع المالى غير المصرفي والتقليل بشكل كبير من حدوث أية إضرار بمصالح المتعاملين نتيجة لعدم الإفصاح الكافى والواضح لأهم البيانات والإجراءات، أو المعاملات غير العادلة،او مخاطر سلامة وسرية البيانات، بالإضافة لظهور عروض رقمية وهمية قد تكون موضعا" للشك ومجهولة الهوية.
وأضاف رئيس الهيئة أن التحدي الذى تواجهه أجهزة الرقابة والإشراف على الأسواق المالية غير المصرفية على مستوى العالم قد بلغ ذروته بعد ان ثبت أن أكثر من 60% من سكان العالم استخدموا التكنولوجيا المالية في تعاملاتهم خلال عام 2016- وفقا لما صدر عن مؤسسة النظام العالمى للاتصالات المتنقلة Global System for Mobile Communication - مما أدى إلى زيادة الفرص لدمج الفقراء والمهمشين وتحولهم من النظام المالي غير الرسمي إلى النظام المالى الرسمي لتتسع أمامهم فرص الحصول على أنواع مبتكرة من المنتجات والخدمات المالية بطرق أسرع وأكثر أمنا" وفى متناول جميع الأفراد.
وأشار إلى أن ملف حماية المتعاملين أصبح يشكل توجها" عالميا" ذا أهمية كبرى ضمن السياسات العامة لمختلف الدول، في ضوء تَعقُد اتخاذ قرارات مالية في الأسواق المالية والتي تتسم حاليا بمنتجات مالية معقدة ليس من السهل على نسبة كبيرة من المتعاملين الأفراد إدراك مخاطرها، ولذلك كان من أولويات محاور إستراتيجية الهيئة للأربع سنوات القادمة السعي على نحو عاجل لتطوير مبادئ حماية المتعاملين في القطاع المالي غير المصرفي في إطار علاقة متوازنة توفر الحماية للمتعاملين في أسواق رأس المال والتأمين وصناديق التأمين الخاصة وأنشطة التمويل بتعدد أنواعها، وحصولهم على معاملة عادلة بشفافية وصدق وأمانة في المعاملات المالية التي تقدمها المؤسسات المالية_ الخاضعة لإشراف ورقابة الهيئة _ إلى مختلف العملاء.
وأكد الدكتور عمران أنه كان حريصا" عند إصدار أول دليل تفصيلي عن حماية المتعاملين في القطاع المالي غير المصرفي في السوق المصري أن يتفق مع أفضل الممارسات في العديد من الدول وأفضل الممارسات والمعايير الدولية الموضوعة في حماية المتعاملين من قبل المؤسسات المالية الدولية مثلOECD وUNCTAD وeu.