"المحلة تقدر" فريق لرسم الابتسامة.. شباب شعروا بمرارة اليتم فقرروا إسعاد غيرهم بالغربية (صور)

فى اليوم الذى تحتفل فيه مصر بعيد اليتيم، هناك غصة فى قلب كل طفل يتذكر مأساة عاشها منذ الصغر، فاليتم فى حد ذاته كسرة قلب لطفل، بدلاً من أن يلهو ويلعب، لا يعير الدنيا بالاً، ليكبر فى غير أوانه، لتصبح كلمة "بابا أو ماما"، أقسى الكلمات على مسمعه، تسيل لها دموعه، كلما قالها غيره، وأبطال قصة اليوم، لم يهزمهم اليتم أو تكسرهم الدنيا، على الرغم من كون معظمهم من يتيمى الأم.

"المحلة تقدر"، فريق مكون من 17 شاب وفتاة، نزلوا إلى الشارع، لرسم البهجة على وجوه الأيتام، كى لا يشعروهم بما عانوا، على الرغم من أن أعمارهم ما بين 17 و 25 عام، قاموا بجمع الأوراق والمعادن والملابس المستعملة، وبيعها لجمع تكلفة الاحتفالية.

اقرأ أيضًا.. مقتل إمام مسجد في الهرم أثناء صلاة الجمعة.. عاطل قتله على طريقة عمر بن الخطاب

يقول "محمد توفيق" رئيس الحملة: فقدت أمى عندما كنت فى ابتدائى، كنت طفل لا أعلم معنى الموت، كل ما قاله والدى "ماما راحت عند ربنا"، كالعادة كنت أسال عنها يوميا، أين ذهبت، لما تركتنى؟ أتوسل الله كل ليلة أن يعيدها إليّ، فكنت أفتقدها عند جمع أدواتى الدراسية، وأرتداء ملابسى، كنت ألومها يومياً بأنها تركتنى وحيدا، على الرغم من وجود والدى، إلا أنى كنت بحاجة إليها.

وأضاف "توفيق"، مرت السنوات وعلمت أن أمى لن تعود مرة أخرى، وهنا كسر قلبى، حتى أنى لومت الدنيا ومن فيها على ما أصابنى، وتذكرت أن يوم موت الأم ينادى ملك فى السماء يقول "يابن أدم ماتت من كنا نكرمك من أجلها ماتت من كنا نرزقك من أجلها فأفعل شئ تجازى عليه"، فأنا لم أكرم بعد ولم أرزق بعد، حتى أحتضنتنى جدتى، وعلمتنى كل شئ، وفهمت أن كل ذلك مقدر، لكنى لم أنسى مرارة اليتم، لذلك قررت أن أفعل شئ لمن مثلى من الأيتام، فعرضت الفكرة على عدد من زملائى بالمرحلة الثانوية والكثير منهم رحبوا بتلك الفكره.

وتابع: أعلنا عن أنفسنا كـ"حملة" لمساعدة كل المحتاجين، من غارمين وفقراء وكبار السن، وخاصه أيتام، قسمنا أنفسنا كفرق بدون جمع تبرعات، كنا ننزل إلى الشوارع لجمع العبوات الصفيح، لبيعها لتجار الخردة، والمرور على سناتر الدروس الخصوصية، وخاصه أننا جميعاً طلاب جامعة وثانويه عامة، نجمع الأوراق المستعملة من مذكرات وامتحانات ومراجعات، استغنى عنها أصحابها، والكتب الدراسية القديمة، لبيعها وجمع الجنيهات القليلة طوال العام، حتى تمكنا من شراء ألعاب وألوان ووجبات بسيطة لعمل تلك الحفلة. 

وأشار إلى أن بعض الفتيات من الحملة، هن من يقمن برسم الفراشات والأعلام على وجوه الأطفال، حتى أننا ظللنا أكثر من يومين، نزين القاعة والبالونات لأجل إسعاد الأطفال، كل ما نريده من تلك الحفلة، هو مسحة فرح على قلب كل يتيم، ولو استطعت لما جعلت يتيم واحد فى دار الرعاية، فقبل أن يكون فقد هو قهر، لذلك دعونا 20 يتيم من دار رعاية المحلة الكبرى، للحضور والمشاركة، وأن يشعروا بأن لهم أهل فى ذلك اليوم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً