الصناعات اليدوية في مصر كثيرة وهي أشبه بالفنون، حيث يحول الصناع المهرة المواد الخام إلى منتجات تستطيع أن تنافس في الأسواق العالمية بشكل كبير، فهي تحتاج إلى دقة كبيرة في العمل ووقت طويل حتى يكتمل الإنتاج وتكون المنتجات جاهزة للبيع.
ويتمسك أصحاب الصناعات اليدوية بحرفهم التي ورثوها عن آبائهم ويحرصون على توريثها للأجيال جيلًا بعد جيل، ورغم ذلك، فهناك كثير من هذه الصناعات أوشكت على الاندثار في الوقت الحالي بسبب ارتفاع الأسعار وانتشار المنتجات المصنعة آليا وغزو الأسواق بالمنتجات المستوردة مما يجعل المصعنة يدويا غير قادرة على المنافسة.
"أهل مصر"، التقت بالعاملين في الصناعات اليدوية والحرف الفنية لمعرفة أحوالها وإلى أين تذهب في ظل ارتفاع أسعار المواد الخام وتطورات الإنتاج وغزو الأسواق المحلية بالمنتجات الصينية.
"وائل جمال" يبلغ من العمر 35عامًا، حاصل على دبلوم تجارة، يعمل بصناعة "السوست" منذ 20عامًا، كان يعمل منذ نعومة أظافره مع والده بمجال صناعة الاكسسوارات، وبسبب ركود سوقها وغزو الأسواق بالمنتجات الصينية، أصبحت مهمته شبه مستحيلة، ولذلك اتجه لصناعة "السوست الحلزونية".
وقال "جمال" إنه يصنع جميع أنواع السوست، ويأتي بالمواد الخام "السلك" من منطقة "باب الخلق"، ولإنتاج واحدة لابد أن تمر بعدد من المراحل تختلف من سوستة لأخرى، ولكن هناك خطوات تمر بها جميع الأنواع، المرحلة الأولى والأساسية هي "اللف" وبها يتم لف السوستة لتأخذ الشكل المطلوب، ثم تنتقل لمرحلة "العنين" لعمل الأطراف، وأخيرًا يتم وضعها تحت درجة حرارة معينة لتصبح أكثر صلابة وجاهزة للاستخدام.
وأضاف أن صناعة السوست يدويًا تكون بنفس كفاءة المصنعة آليًا، وأقل ثمنًا، ولكن هناك كميات كبيرة بالأسواق من المنتجات الصينية المستوردة؛ سببت ركودا فى سوق الصناعات اليدوية، "وأصبح مكسبنا ضئيلا جدا يصل لـ25 قرشًا فقط فى القطعة".
غلاء الخامات وغزو الأسواق المصرية بالمنتجات المستوردة أكبر المشكلات التى تواجه مهنة "صناعة السوست"، والصناعات اليدوية بشكل عام، والعاملون بها تائهون في وسط تلك العقبات، وعاجزون عن المواجهة، والكثير منهم أغلقوا الورش، والباقون يفتقدون لفنون التسويق لمنتجاتهم، في ظل عدم وجود دعم من الدولة لأصحاب المهن اليدوية، لتغيير مسار تلك الصناعات وإعادتها للحياة مرة أخرى بدلا من الانقراض.