توقع عدد من المسئولين إدراج الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على أنه منظمة إرهابية، الأمر الذي اعتبروه سابقة من نوعها، فليس بالأمر الهين أن تعلن واشنطن رسميا وتصنف جيش دولة أخرى على أنه جماعة إرهابية، لكن على ما يبدو فإن الإدارة الأمريكية برئاسة "دونالد ترامب" فاض بها الكيل من تصرفات إيران في منطقة الشرق الأوسط، وتهديداتها لإسرائيل حلفيتها.
توقيت إدراج الحرس الثوري منظمة إرهابية
من الواضح أن توقيت إعلان الولايات المتحدة إدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية لم يكن غريبا ولا مفاجئا على الإطلاق، ففي مطلع شهر مايو القادم ستتطبق المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران، وسط توقعات من الخبراء بأنه قد يكون "شهر الحرب"، كما أن الحرس الثوري الإيراني شارك بقوة في خضم الحرب في سوريا من خلال "فيلق القدس"، وهو ما يمثل أجدر القوات المدربة في الحرس الثوري. وبالطبع بعد الإعلان عن الانتهاء من القضاء على آخر معاقل التنظيمات الإرهابية "داعش"، وإعلان ترامب الأخير وتوقيعه رسميا بشأن كون مرتفعات الجولان المحتلة تابعة لإسرائيل، فإن إيران لن ترفع يدها عن سوريا.
ووفقا لما ذكرته "ميدل إيست أي" تَشكَّلَ الحرس الثوري الإسلامي بعد ثورة عام 1979 في إيران بقرار من المرشد الخميني، ومهمته الدفاع عن الحكومة، كما أن له مصالح اقتصادية وسياسية وعسكرية كبيرة. ووفقا لما أكده جاسون بلازاكيس، المدير السابق لمكتب تمويل وتسميات مكافحة الإرهاب، لـ "وول ستريت جورنال" فإن "التداعيات المستقبلية لهذا القرار ستكون عويصة".
إدراج الحرس الثوري منظمة إرهابية
وعلى خلفية الأجواء المشحونة والعلاقات المتوترة بين كل من إيران والولايات المتحدة الأمريكية، أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" ووكالة رويترز أمس الجمعة، أن القرار الذي جاء كصفعة على وجه إيران ستعلن الإدارة الأمريكية عنه يوم الاثنين من مطلع الأسبوع المقبل، وما كان من إيران إلا أن تهاجم السياسة الأمريكية كعاداتها. وحسبما أفاد موقع" إسرائيل تايمز" العبري، فإن إيران حذرت أنها قادرة على الرد بالمثل، وقد تدرج الجيش الأمريكي كمجموعة إرهابية هي الأخرى.
ومن شأن إدراج الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أجنبية أن تحجم أنشطته، وتجعله أكثر خطورة في نظر الولايات المتحدة، خاصة في المعاملات التجارية، فأي مؤسسات أو أفراد أمريكيين سيخضعون لقيود وعقوبات، وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية كانت لديهما تحفظات على هذه الخطوة، قائلين إنها ستزيد من المخاطر بالنسبة للقوات الأمريكية دون أن تلحق أي ضرر بالاقتصاد الإيراني.