شهدت طرابلس الخميس الماضي انقلابا في الموازين حيث أعلن المشير خليفة حفتر عن جاهزية الجيش الوطني الليبي لتحرير طرابلس من الارهابيين قائلا جملته الشهيرة :"من القى سلاحه فهو آمن"، وبالفعل استطاع الجيش الليبي ده ا مناطق قصر بن عسير ووادي الربيع وسوق الخميس بطرابلس.
ولكن السؤال الذي طرح عن نفسه من ذلك الإعلان الذي قوبل من جهة حكومة الوفاق الوطني بقيادة "فائز السراج" بالرفض حتى أنه أمر القوات الجوية بالتعامل مع أي شخص يدخل طرابلس_ حكومة الوفاق الوطني لم تنتخب من قبل البرلمان_ هو لماذا أعلن " حفتر" في هذا التوقيت تحديدا تلك العملية؟ وما السر وراء ذلك؟.
وفي وقت سابق، قال حفتر، في تسجيل صوتي بث عبر الإنترنت، ويحمل عنوان "عملية تحرير طرابلس": "إلى جيشنا المرابط على تخوم طرابلس، اليوم نستكمل مسيرتنا".
ودعا حفتر، القوات المسلحة الليبية، لرفع السلاح فقط، ردا على حاملي السلاح في طرابلس، مؤكدا أن "من ألقى سلاحه ورفع الراية البيضاء، فهو آمن".
وجاء بيان حفتر، بعد ساعات من سيطرة الجيش على مدينة غريان الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر جنوبي طرابلس، بعد مناوشات قصيرة مع ميليشيات.
كشفت صحيفة "برافادا" الروسية عن إجابة تلك التساؤلات بتفاصيل هامة حول الأسباب التي أدت إلي معركة طرابلس في ٥ ابريل الماضي، والمعركة لم لم تدور فقط بين قوات " حفتر" والميلشيات المسلحة فقط بل بين الجهة الاولي وقوات فائز السراج من جهة اخري، اي أن الجيش الوطني الليبي يحارب في جبيهتين.
وقالت الصحيفة الروسية إن المعركة بين قوات حفتر التي تحركت نحو طرابلس، بدأت قصتها بعد فشل اجتماع عُقد في أبوظبي قبل شهرين، ولم تظهر نتائجه لوسائل الإعلام، بين ممثل حكومة الوفاق الوطني"فائز السراج"، وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، حينها رفض غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة لليبيا الإدلاء بأي تفاصيل عن ماحدث في الاجتماع، مؤكدا نصا:" لا نتائج مكتوبة تذكر".
ولكن مصدر كان قد حضر الاجتماع أكد للصحيفة أن السراج وحفتر اتفقا على أن يتولى السراج السلطة المدنية وتشكيل حكومة موحدة يوافق عليها البرلمان خلال 24 ساعة، على أن يتولى حفتر رئاسة المؤسسة العسكرية، ويعدل عن فكرة دخول طرابلس عسكرياً، مقابل عدم مساندة فائز السراج لجيش "مصراتة" الذي يعتبر خارجا عن القانون_ جيش مصراتة قام باغتيال الرئيس السابق معمر القذافي_ لكن الخلاف جاء بعد اشتراط السراج، أن تبقى المؤسسة العسكرية تحت سيطرة السلطة المدنية الجديدة، على أن يكون مقر القيادة العسكرية الموحدة بقيادة حفتر خارج المدن الكبيرة، وكانت الترشيحات، منطقة الجفرة جنوب ليبيا.
اقرأ ايضاً.. بعد نجاح الجيش الوطني الليبي في التقدم غربا .. أهل مصر تنشر خريطة
الميلشيات الإرهابية في طرابلس ومصراتة
في حين اشترط حفتر أن تكون المؤسسة العسكرية موازية للسلطة المدنية، وأن يختار هو القادة العسكريين وأمراء المناطق العسكرية للقضاء علي الارهابيين الذين يهددون انت البلاد، وهو ما اعترض عليه السراج؛ ودفعه إلى الانسحاب من أبوظبي وعدم التوقيع على أي اتفاق.
وبعد هذه القمة، فشل لقاء جنيف بين الطرفين ايضا، والذي كان مقرراً بعد أسبوع، لتأكيد الاتفاق قبل الملتقى الجامع بين الفرقاء الليبين المقرر انعقاده في مدينة غدامس من ١٤ إلي ١٦ أبريل الجاري.
وقالت الصحيفة أنه كان متوقعا أن يُختتم الاجتماع الذي وُجِّهت دعواته إلى أكثر من 100 شخصية ليبية فاعلة، على رأسها حفتر والسراج وعقيلة صالح، بقرارات أهمها إعادة تشكيل المجلس الرئاسي،و تشكيل حكومة وحدة وطنية يوافق عليها البرلمان، ويتولى حفتر قيادة المؤسسة العسكرية، وإعلان انتخابات برلمانية خلال 60 يوماً، عقب ذلك تتم الدعوة للاستفتاء على الدستور، ويُنظر في تحديد موعد انتخابات رئاسية.
محاولات أسر قوات حفتر
حاول أسامة الجويلي الذي تتبع قواته حكومة الوفاق الوطني أسر عدد من جنود المشير خليفة حفتر، عند بوابة مدينة الزاوية التي تبعد عن العاصمة ٤٠ كيلومتر، وبعد وصول قوات حفتر الي المنطقة حاولت قوات " الجويلي" أسر بعض من جنود الجيش الليبي، لكن أبو عبيدة الزاوي قائد قوات مدينة الزاوية الذي كان قد أعلن تأييده لحفتر في وقت سابق قد اخطره بالأمر وفشلت المحاولة، حيث تم أسر عدد قليل جدا من القوات من قبل حكومة الوفاق الوطني الذي يترأسها " فائز السراج".
المشهد الحالي في طرابلس
في يوم الجمعة الماضية اشتدت الاشتباكات بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق جنوب طرابلس، وتحديداً في منطقة سوق خميس، التي سيطر عليها الجيش الوطني الليبي.
وكانت قوات حفتر أعلنت حالة نفير رافقها وصول تعزيزات عسكرية ضخمة من جيش مصراتة إلى منطقة وادي الربيع التي تبعد 35 كيلومتراً عن جنوب طرابلس، إضافة إلى وصول تعزيزات أخرى إلى البوابة الشرقية لطرابلس.
وبحسب مصادر للصحيفة بدأت هذه القوات تتحرك من الجنوب لحصار غريان، والتوجه نحو شمال المدينة باتجاه طرابلس.
بينما أعطى السراج أوامره للكلية الجوية بمصراتة، لتنفيذ ضربات جوية ضد القوات المقتحمة لطرابلس.