كشفت صحيفة "الراكوبة" السودانية تسريبات عن أن الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني في السودان توصلا إلى رؤية جديدة تفضي إلى دمج الجسمين في كيان واحد لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة، والخروج بمسمى جديد يستوعب الكيانين، وأشارت إلى ان الهيكل الجديد يتضمن ان يكون الحزب هو رئيس الحركة مع تغيير وثيقة رؤيتها السياسية والفكرية التي تتجه الى تخفيف الحمولة العقائدية والدخول في تحالفات جديدة مع تيارات قد لا تتفق معها في توجه الاسلاميين واستيعاب رموز غير اسلامية وأخرى من الصوفية والزعامات القبلية والاجتماعية.
ويعقد مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني مؤتمراً السبت المقبل للمرة الأولى في غياب البشير لمناقشة "ورقة مفاهيمية" عن الاصلاح والتغيير لرسم مستقبل الحزب في مرحلة ما بعد البشير واعداد نفسه لمنافسة القوى السياسية الأخرى بعيداً من السلطة التي ظل عمادها حوالي ثلاثة عقود. وشُكّل حزب المؤتمر الوطني في منتصف التسعينيات بعدما ظلت السلطة في يد الاسلاميين الذين أزاحوا جميع القوى السياسية عن المشهد بانقلاب عسكري حمل البشير الى السلطة.
وقالت الصحيفة ان فكرة الدمج بين الحزب والحركة الإسلامية طرحت في وقت سابق، لأسباب تتعلق بالازدواجية في العمل بين الكيانين والحكومة، وهذا ما أدى لتمركز العمل في شخصيات بعينها، فأنتج ذلك خلافات بين الأجسام الثلاثة، في حين الضرورة تقتضي التوافق في ما بينها.
ويرى خصوم الإسلاميين أنهم يبدلون جلدهم في كل مرحلة للتخلص من أعباء الأخطاء والصورة الذهنية التي ترسم عن ممارساتهم، وتغير اسمهم من جبهة الدستور الى جبهة الميثاق ثم من الجبهة الاسلامية القومية الى حزب المؤتمر الوطني.
وتعتقد الصحيفة في الجماعات الاسلامية ان الاسلاميين في السودان يحاولون تجنب الهجمة على ما يعرف بـ "الاسلام السياسي" تحت اسم وتوجه جديدين يقدمانهم في ثوب معتدل ومقبول بعيداً من الاستقطاب الاقليمي وتنامي الدعوة الى الاعتدال والوسطية.
قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ" أهل مصر"، حول سؤاله عن مصير الحركات الإسلامية ومصير الإخوان المسلمين، في دولة السودان، إن الحكومة المصرية لا تثق في هذا الكيان الكاذب، لأنه كان سببا في محاولة اغتيال رئيس مصر آنذاك، موضحا أن مصر تراعي حُرمة الجوار والأخوة بينها وبين السودان، قائلا "لولا أننا نراعي الأخوة والجوار لفضحنا هم".
وعن مصير الإخوان المسلمين والحركة الإسلامية في السودان، أكد بيومي، أن جماعة الإخوان المسلمين أصبحوا "كارت محروق"، ولا أحد يثق بهم مهما قدموا للشعب السوداني من عهود ومواثيق، والدليل على ذلك أن عمر البشير الرئيس السوداني أول نكّل بهم وتجاهلهم في السودان.
اقرأ أيضاً.. اشتباكات بين الجيش والأمن في السودان
اتحاد الحزب الوطني والحركة الإسلامية " كلام فارغ وتضييع وقت"
على جانب آخر، أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اتحاد الحزب الوطني والحركة الإسلامية السودانية مضيعة للوقت، وهذا يجعلنا نتغافل المطلب الشعبي السوداني وهو خوض انتخابات حرة شاملة يتم من خلالها تغيرا جذريا على كافة المستويات.
وأفاد بيومي، أنه آن الأوان أن تعرف القيادة السودانية أنه حان وقت التغيير الحقيقي، لتنعم السودان بوجه جديدة على الساحة السياسية، فحكم 20 سنة متتالية يجب أن يتغير، وعلى السودان أن تأخذ العبرة من الجزائر وما حدث فيها، لذلك عليه النظام السوداني تغيير نفسه.
على صعيد آخر، أوضح السفير جمال بيومي، أن تغيير اسم الحركة الإسلامية في السودان في حال اتحادها مع الحزب الوطني، لا يغير في الأمر شيء، فتصبح الحركة الإسلامية ماضية في سياستها لم تعتزم الدولة على تغيير نفسها.