الصناعات اليدوية في مصر كثيرة وهي أشبه بالفنون، تحول المواد الخام إلى منتجات تستطيع أن تنافس في الأسواق العالمية بشكل كبير، وتحتاج إلى دقة كبيرة في العمل ووقت طويل حتى يكتمل الإنتاج وتكون المنتجات جاهزة للبيع، وأصحابها يتمسكون بها ويورثونها للأجيال جيلًا بعد جيل، ولكن أوشكت هذه الصناعات على الاندثار في الوقت الحالي بسبب الأسعار وانتشار المنتجات المصنعة آليا وغزو الأسواق بالمنتجات المستوردة مما يجعل المصنة يدويا غير قادرة على المنافسة.
"أهل مصر"، التقت بالعاملين في الصناعات اليدوية والحرف الفنية لمعرفة حالها وإلى أين تذهب في ظل ارتفاع أسعار المواد الخام وتطورات الإنتاج وغزو الأسواق المحلية بالمنتجات الصينية.
"مجدي عبد التواب السيد" يبلغ من العمر 43 عامًا، يعمل بمجال "صناعة الأطباق" يدويًا منذ 15 عامًا، تعلم المهنة على يد والده، نشأ منذ طفولته بالحسين فى بيئة محيطة بالصناعات اليدوية والحرف التراثية القديمة.
مراحل تصنيع الأطباق قال "السيد" انه يصنع جميع أحجام الأطباق، وعملية صناعة الأطباق يدويًا بسيطة جدا، حيث إن المواد الخام يتم استيرادها من الصين، وتأتي على شكل دائري وبنفس الحجم والمقاس المطلوب، ويُشكل الطبق من خلال مرحلة واحدة على "مخرطة الجمع" وباستخدام "ذراع بلص" وآخر يسمى "ذراع كفة" يصنع الطبق فى أقل من 15 ثانية ويكون جاهزًا للعرض بالأسواق.وأضاف: أسعار الأطباق المصنعة آليًا أقل ثمنًا من سعر تكلفة اليدوية، وهناك كميات كبيرة بالأسواق من المنتجات الصينية المستورة؛ سببت ركودا فى سوق الصناعات اليدوية، وأصبح مكسبنا ضئيلا.أقرأ ايضا: "صنايعية مصر".. "صناعة الشيش يدويًا" بالحسين.. تاريخ من الإبداع يتصدر الأسواق العالمية.. سراج: أسعار الجمارك أكبر عقبة (فيديو وصور)
وأوضح: غلاء الخامات وغزو الأسواق المصرية بالمنتجات المستوردة أكبر المشكلات التى تواجه مهنة "صناعة الأطباق"، والصناعات اليدوية بشكل عام، والعاملون بها تائهون في وسط تلك العقبات، وعاجزون عن المواجهة، والكثير منهم أغلق ورش العمل، والباقون لا يدركون فن التسويق لمنتجاتهم، ولا يوجد أي دعم حقيقي من الدولة لأصحاب المهن اليدوية، لتغيير مسار تلك الصناعات من الانقراض إلى العودة للحياة مرة أخرى.