اعتادت حملة "أهالينا الطيبين" التي أطلقها "أهل مصر"، كصوت للبسطاء والكادحين، أن تنقل أحوالهم بكل حيادية، وأن تكون في الوقت ذاته عونا للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يوجه دومًا جميع وزراء ومسئولى حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، بمراعاة الفقراء والاستماع إليهم، والعمل الفوري على حل مشاكلهم.
وتهدف حملة "أهالينا الطيبين"، إلى نقل كل الجوانب الإيجابية والسلبية في أحياء ومناطق محافظتي القاهرة والجيزة، وتركز بشكل أكبر على المناطق العشوائية التي ربما لا يعرف عنها المسئولون شيئًا.
مدحت يتيم الأبوين تكفله رجل طيب وعامله بالحسنى
"مدحت" يبلغ من العمر 38عامًا، يتيم الأبوين، تربى بدار للأيتام فى بداية حياته، وتكفله رجل يُدعى "محمد عبد الرازق" يعمل نقاشًا ليس لديه زوجة أو أولاد، أخذه منذ نعومة أظافره واعتبره ابنا له، عامله بالحسنى ولم يبخل عليه بشئ، حتى كبر وأصبح فى سن الـ15 من عمره، ولم يدم الحال كثيرا بعد وفاة "عم محمد"، ليعود "مدحت" إلى الرصيف، بشارع "محمود النقراشي" بجوار الكمسيون الطبي بالجيزة، بلا مأوى أو عمل.
طرده ورثة عم إبراهيم
قال "مدحت": عندما توفى "عم محمد" ترك لى الشقة لكى أسكن فيها، ولكن تركتها لعدم سدادى الإيجار، فلم أجد غير الشارع مأوى، فأخذنى شخص يدعى "إبراهيم السيد" يعمل مقاول بناء، وقمت بالعمل معه فى مخازنه أقوم بنقل شكاير الأسمنت والرمل، مقابل مبيتى داخل المخزن، ثم توفى "عم إبراهيم" وقام ورثته بطردى، ولم يتبق لى إلا الرصيف، حتى عملت فى إحدى ورش الزجاج، ولكثرة تنمر أصحابى علىّ لسوء مظهرى تركت الورشة.
وتابع "وانا على الرصيف بدأ الناس من حولى يشفقون علىّ بالطعام والغطاء والملابس"، ثم فى المساء يأتي من ليس بقبله ذرة رحمة ويسرق ما يملك مدحت من أشياء بسيطة ويتركه بلا شيء، وكل من يراه أمام بيته يبعده خوفاً على أولاده منه، حتى ساءت حالته النفسيه وتدمرت ولم يعد يريد شيئا من الحياة سوى قوت يومه.