تعد أزمة المنتجات التموينية وياميش رمضان صداعا مزمنا فى رأس المستوردين والمواطن المصرى على حد سواء، والتى ترتفع كل عام بشكل مضاعف، بسبب تكلفة النقل والشحن والتخزين والجمارك، لتصل إلى المواطن فى نهاية المطاف بأسعار خرافية.
ويعد البديل الأساسى والوحيد لحل هذه المشكلة، هو صناعة أغلب هذه المنتجات داخل مصر، لاسيما منتجات التى تعتمد فى صناعتها على الفاكهة كالمشمش والبرقوق والعنب، بجودة تطابق المواصفات العالمية.
وكانت غرفة القاهرة التجارية، قد كشفت عن حجم استيراد مصر للياميش والمكسرات خلال عام 2018 يقدر بنحو 50 مليون دولار، وهو ما يقل عن عام 2017 بنحو 20 مليون دولار، حيث استوردت مصر ياميش ومكسرات بما يقدر بنحو 70 مليون دولار.
بعد تضاعف الأسعار.. هل تتجه الدولة لصناعة الفاكهة المجففة؟
وقال رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، إن حجم إنتاج وتعبئة منتجات البقول والحبوب خلال شهر رجب وأول أسبوع من شعبان، يساوى حصة ثلاث أشهر، موضحا أن هذه الحصة لا تستهلك كلها خلال شهر رمضان، ولكن يتم تقسيمها وتوزيعها على الجمعيات الخيرية، وبنك الطعام ووزارة التضامن الاجتماعى والقوات المسلحة.
وأضاف رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، فى حديثه لـ«أهل مصر»، أن السوق يصاب بحالة ركود فى النصف الثانى من شهر رمضان والشهر التالى له، بسبب حالة الاكتفاء داخل المنازل .
وتابع «شحاتة»، أنه بالطبع تتأثر أسعار المنتجات البقولية بالضغط السوقى عليها خلال شهر رجب وشعبان وأول أسبوعين من شهر رمضان.
اتحاد الصناعات: الدولة تحاول التصنيع.. و«المكسرات» من الصعب زراعتها فى مصر
ومن جانبه صرح حسن الفندي، رئيس شعبة السكر باتحاد الصناعات، أن أسعار جميع السلع الغذائية ترتفع مع دخول شهر رمضان، موضحًا أن مصر لا يوجد فيها صناعة أساسية لمنتجات ياميش رمضان، حيث إن المكسرات تحتاج لمناخ معين لزراعتها والتى لا تصلح زراعتها فى مناخ مصر.
وأضاف رئيس شعبة السكر باتحاد الصناعات، أنه بالنسبة للمنتجات الفاكهة المجففة فالدولة تقوم بعدة محاولات لصناعة «قمر الدين» داخل مصر، لافتًا إلى وجود شركة قطاع أعمال كانت متخصصة فى صناعة الفاكهة المجففة، وبالفعل يوجد زبيب مصرى داخل السوق.
وتابع «الفندي» أن مصر لا تحتاج لاستيراد البلح، حيث إنها أكبر دولة فى صناعة وإنتاج بلح رمضان، موضحًا أنه فى حالة وجود عجز فى بلح رمضان، فسوف يتم استيراده من دول شمال أفريقيا، الأمر الذى لا يكلف مصر كثيرا لاسيما بعد وجود اتفاقية التصدير دون جمارك بعد رئاسة مصر لاتحاد أفريقيا.
في ذات السياق، قال أشرف حسني، عضو شعبة المواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن أسعار «الياميش» والسلع الأساسية للمواطنين فى رمضان ستكون معقولة جدا نظرا لانخفاض الدولار أمام الجنيه فى الأونة الأخيرة وتثبيت سعر الفائدة وهذا كله له مردود إيجابى على الأسعار قبل دخول شهر رمضان والذى يعانى الجميع فيه من ارتفاع الأسعار قليلا.
الأسعار فى متناول الجميع «بس اللى يشترى»
وأضاف حسنى لـ«أهل مصر»، أن المستهلك المصرى يعانى اقتصاديا لذلك رغم هبوط الأسعار فإن الطلب على السلع سيكون قليلا مقارنة بالأعوام السابقة، مؤكدا أن المستهلك المصرى أصبح مجهدا من ارتفاع الأسعار، لكن الأسعار ستكون فى متناول الجميع وإذا حدث سيكون هناك زيادة طفيفة.
شعبة المواد الغذائية: المستهلك يعانى اقتصاديًا والطلب على المنتجات سيكون قليلا
وقال جلال معوض، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية، إن أسعار السلع الأساسية فى رمضان كالياميش والأرز والسكر وخلافه ستكون ثابتة كما هى الآن، لكن الياميش ستكون فيه زيادة عن العام الماضى نظرا لأننا نستورد 80%من استهلاكنا، أما الأرز والسكر والدقيق وغير ذلك من السلع ستكون أسعارها متناسبة لأنه يتوافر كميات كبيرة فى الأسواق مما يعطى انطباعا بالأمان بالنسبة للمشتري.
وأضاف معوض لـ«أهل مصر»، أن السكر أسعاره مستقرة جدا الفترة الحالية وبالتالى من المتوقع أن يكون ثابتا على هذا السعر قبل رمضان وهو 9 جنيهات للمستهلك، ومنتجات الألبان أيضا كذلك عليها طلب كبير فى شهر رمضان وهى متوفرة هذا العام بنسب كبيرة وأسعارها ستكون مناسبة.
وأكد نائب رئيس شعبة المواد الغذائية، أن الإقبال سيكون ضعيفا على الشراء لأن المستهلك يعانى اقتصاديا فيحاول على قدر الإمكان أن يلبى جزءا من احتياجاته ويستغنى عن بعض الأشياء، متابعا أنه لن يحدث أزمة احتكار أو تخزين لأن هذه الثقافة انتهت منذ أن أصبح المواطن يعانى من الارتفاع فى بعض أسعار السلع، ولكن الآن لم يعد موجودا فالمحلات أصبحت فارغة إلى حد كبير من الزبائن.
وتابع، أن المواطن الآن يحارب من أجل العيش، ونحن كشعبة مواد غذائية سنشارك فى معارض «أهلا رمضان» بأسعار مخفضة جدا للمواطنين، وستكون هناك مفاجآت فى رمضان، لأننا نبيع السلع بسعر الجمل، مؤكدا أن الأرز من الممكن أن يكون الكيلو بحوالى 12 أو أقل قليلا، والمكرونة عبوة 400 جرام ستسجل 4 جنيهات إن لم تكن أقل لأننا نستهدف فى معارض «أهلا رمضان» أقل نسبة ربح ممكنة من أجل المواطن البسيط.
وعن تواصل وزارة التموين مع الغرف التجارية من أجل معارض «أهلا رمضان» قال عوض، إننا نستعد الآن لاجتماع مع الوزارة من أجل إنجاح المعرض خلال هذا العام، وستكون المعارض متاحة قبل رمضان بفترة وجيزة فى أكثر من مكان على مستوى القاهرة والجيزة والقليوبية.