يحمل بين تفاصيله جمال التاريخ المصرى، ويحتل مكانة خاصة فى قلوب المصرين، وقبلة الأجانب الذين يؤمنون بروعته ويتهافتون علية ليجعلوه تذكار لهم، "ورق البردى" الذى ينقل بين صفحاته لمحات من التاريخ المصرى القديم، كان المصرين القدماء يستخدمونه فى تدوين عادتهم، والان أصبح مهنة لاحفادهم الذين يقمون بالرسم عليه.
ففى منطقة الجمالية وخاصة خان الخليلي حيث يكثر فيها الفنانون الذين يرسمون ويكتبون على ورق البردى، وانتقلت كاميرا "أهل مصر" إلى أحد من يقومون على هذه المنهة القديمة "عم محسن" هو من أشهر الرسامين على ورق البردى، من مواليد الجمالية، وتربى وعاش فى خان الخليلى.
قال محسن زغلول: "أنا من عائلة نحاتين سن فيل ويعتبر هذا نوع من الفن، منذ صغر وانا شغوف بالكتابة الهيروغليفية المصرية ولذلك اتجهت للرسم علي البردي من ٣٥ عاما وتعلم المهنه علي يد الدكتور رجب، أحد من خرج الكثير من الرسامين على الورق البردى، والرسم على الورق البردى مهنة تحتاج موهبه وليس شرطا ان يكون لديك مؤهل عالي وكان يعمل لدي الكثير من اساتذة الجامعة الذين كان لديهم تلك الموهبة".
وعن تطور الرسم علي البردي يقول: "أصبح الآن يرسم علي البردي بورتريهات ولوجوهات لشركات وشهادات تقدير بجانب الأشكال الفرعونية، وأصبح هناك أيضا من يشتغل علي البردي شغل طباعة بجانب الشغل اليدوي".وتحدث عن الورق البردي قائلا: "البردي بيتم زراعته في الشرقية ويحتاج مياه كثير فهو ينمو على ضفاف النيل، وشمس وينمو إلى أن يصبح عيدان ويتم تقشيره وتقطيعه ويوضع في مياه ويضاف له كلور ثم ماده كيميائيه وفي النهايه يصبح ورق بردي ثم يتم تكبيسه".
وعن تقاليد المنهة فى مصر قديما قال عم محسن: "لا أحد كان يستطيع في تلك الأيام أن يدعو زبون إلى ورشتة ولكن كان كل واحد له زبونه عكس ما عليه نحن الآن، ولا أحد كان يستطيع في تلك الأيام أن يترك من يعلمه المهنة التى يعمل بها، لينتقل لأخرى؛ نظرًا لتقاليد الصنايعية فى مصر آنذاك".
وأكد "محسن" أن صناعة البردي تأثرت بالسياحة في الفترة الأخيرة وأصبح إقبال الأجانب على شراء البردي قليل جدًا.