لجأت الجماعات الإرهابية في العملية الانتحارية الأخيرة بالشيخ زويد إلى استخدام طفل (حدث) يبلغ من العمر 16 عاما، أعطوه التعليمات بتفجير نفسه بحزام ناسف في قوة أمنية كانت معينة لتأمين سوق الثلاثاء التجاري بالشيخ زويد بشمال سيناء، استشهد على أثرها ضابطا شرطة وفردا أمن و3 مواطنين أبرياء بينهم طفل أيضا. كيف تمخض فكر الجماعات المتطرفة لاستخدام الأطفال في العمليات الانتحارية؟ وكيف قامت بغسل عقول آبائهم ليحكموا الأحزمة الناسفة على خصرهم لتحولهم إلى أشلاء؟ تساؤلات يجيب عنها خبراء الأمن..
اقرأ أيضا: حادث تفجير الشيخ زويد.. الطفل المنفذ من سكان قبر عمير ولهذا السبب تم استهداف سوق الثلاثاء
اللواء فاروق المقرحي الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية السابق أكدت أن الجماعة الإرهابيه أفلست في عناصرها الشابة التي فقدت الثقة في قياداتها وباتت تكفر بها، فأصبحت تفجر الأطفال من أجل تحقيق أهدافها بالمخالفة لكل الأعراف الدولية التي تحرم استغلال الأطفال، فكل ما يعنيها الوصول لغايتها في الإعلان عن أنها لا تزال موجودة تتنفس رغم الضربات الاستباقية التي تتلقاها يوميا على أيدي الشرطة والقوات المسلحة، ولا تعبأ تلك التنظيمات بالوسائل التي تستخدمها حتى لو كانت الأطفال، ويرى أنه بالفعل مؤشر خطير، لكنه ليس بجديد عليهم، فقد استخدموا الأطفال في اعتصام رابعة، وظهروا وهم يرتدون الأكفان وعلى رؤوسهم عصابات مكتوب عليها "مشروع شهيد".
اقرأ أيضا: تشييع جثمان الرائد ماجد صبري شهيد الشيخ زويد في مسقط رأسه بالشرقية (صور)
وتابع المقرحي أن استخدام الأطفال في العمليات الانتحارية يؤكد أن تلك التنظيمات لا تختلف عن مثيلاتها التي تستغل الأطفال بالمخالفة لكل الأعراف الدولية في تهريب المخدرات والأعمال المنافية للآداب أو الأعمال الخطرة أو الحصول على أعضائهم والاتجار بها..
اقرأ أيضا: حكاية شهيدين في صورة سيلفي.. معاون مباحث النزهة ورئيس مباحث الشيخ زويد
ومن جانبه أوضح اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية السابق والخبير الأمني أن استغلال الأطفال من قبل الجماعات المحظورة ليست المرة الأولى، فمنذ عدة سنوات لجأ أمراء التنظيمات إلى تجنيد عناصرها منذ نعومة أظفارهم؛ ليكونوا عجينة لينة في أيديهم، فعمليات غسل المخ قائمة للجميع بمختلف فئاتهم العمرية، فهي تريد جيلا جديدا تعتمد عليه في تنفيذ عملياتها، فالسن ليس مشكلة بل هو الأقرب للتنفيذ.
اقرأ أيضا: محافظ سوهاج يؤدي واجب العزاء لأسرة شهيد حادث الشيخ زويد الإرهابي
وتابع الخبير الأمني أن قادة التنظيم تعتقد أن العنصر الحدث من (الأطفال) تكنيك جديد قد لا يثير الشك لدى الأمن وهو يجول داخل الأماكن يقضي بعض الحاجات لباقي جماعته التي لا تقوى على الظهور، وتظل في مخابئها مثل الفئران، وترسل بالأطفال أما في شراء احتياجاتها أو ليقوموا بدور استطلاع للتواجد الأمني أو لتنفيذ عملية، كما حدث بعملية الشيخ زويد الانتحارية التي نفذها طفل في السادسة عشرة، لكن رجال الأمن المتواجدين بفضل خبراتهم وتدريبهم المستمر وفكرهم الذي يسبق دائما الفكر الإجرامي والإرهابي معا اقتربوا من ذلك الحدث بعد اشتباههم فيه، والذي كان مستعدا لتفجير نفسه كما لقن من جانب جماعته، فعمليات " غسل المخ " التي جرت لهذا الحدث انتهت به إلى أن تفجيره لنفسه يجعل منه بطلا، ويدخل الجنة.
اقرأ أيضا: تشييع جثمان النقيب محمد إسماعيل شهيد الشيخ زويد في الشرقية.. صور
فيما وصف اللواء أحمد عبد الفتاح الخبير الأمني الظاهرة بأنها قمة في الخسة والانحطاط الإجرامي لاستخدامهم الأطفال، بعد أن استحوذوا على عقولهم، وقد يكون الطفل يتيما أو مفقودا أو تكون أسرته في حاجة للمال، بل وقد يكون ما وضعوه له من أحزمة ناسفة حول خصره لا يعلم أنه متفجرات، ودلوه على دخول المكان، ثم قاموا بالتفجير عن بعد.
اقرأ أيضا: ننشر صور شهداء حادث الشيخ زويد الإرهابي.. شهيد بيسلم شهيد
وتابع مساعد الوزير أن كل العمليات الانتحارية، سواء للصغار أو الكبار، القائمون على تجنيدهم يستخدمون كل إمكانيات العلم والتكنولوجيا والممكنات العلمية لتنفيذ أهدافهم، وقد تصل إلى التنويم المغناطيسي على سبيل المثال.
اقرأ أيضا: وزير الأوقاف يدين حادث الشيخ زويد الإرهابي: الإسلام بريء من سفك الدماء
وكشف اللواء أحمد عبد الفتاح أن هناك أجهزة علمية وطبية تؤثر على عمل المخ والتداخل الذهني والفكري وسلب إرادة التفكير، توصلت الأجهزة الأمنية إلى استخدام التنظيمات والجماعات الإرهابية لها في إعداد عناصرها التي تعدها لتنفيذ العمليات الإرهابية، مؤكدا أن هذه التنظيمات تنجح بدرجة عظيمة وفق منهج علمي في تعطيل ملكات التفكير، وتغير القناعات لدى أفرادها مهما كانت مرحلتهم العمرية، بل ويكون تطبيقها في منتهى السهولة على الأعمار الصغيرة، مشيرا إلى أنه خلال تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا اعترفت بعض العناصر الإرهابية بذلك، حيث أدلت في اعترافاتها بملامح الأجواء نفسية التي يعشها الفرد منهم قبل تنفيذ عملياته الانتحارية، بصرف النظر عن السن ، حيث يأتون بالشخص الذي سينفذ العملية والمقرر اختياره مسبقا، ويقوم المسئولون عن التجنيد بوضعه وسط مجموعة لها صفات وسلوكيات مثل الزهد وحب الشهادة وتلاوة القرآن المستمرة، والحديث عن الجنة وحور العين، وما ينتظر الشهيد في الجنة عقب تنفيذه العمليات الانتحارية، ثم يتم جمعهم لاختيار العنصر المنفذ وإعلان موعد تنفيذ العملية، ومن ثم يسألون: من مستعد لتنفيذها؟ فترتفع أصواتهم جميعا بـ "نعم أنا مستعد"، ثم لا يتم اختيار إلا من كان يجهز مسبقا لذلك، ووضع بينهم فقط ليكون متحمسا بعد مشاهدته ومعايشته لهم ، بل ويسعد بوقوع الاختيار عليه.
اقرأ أيضا: الأمين العام لدور الإفتاء: العمليات الإرهابية الخسيسة تنتهك حرمات الله
ويؤكد مساعد الوزير أن الاختيار لا يكون عشوائيا، بل يقوم على ترتيب وتجهيز يستخدم فيه علم النفس، وعقاقير مخدرة، تجعل الفرد الانتحاري مثل الآعمى، يحرك بالريموت كونترول بعد السيطرة عليه.