أكدت دراسة ألمانية أن المسلمين يشعرون برضا أكبر عن حياتهم، بفضل شعورهم أكثر بـ "الترابط الروحي"، عن أصحاب الديانات الأخرى، وقالت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية أنه عندما قسم الباحثون المشاركين في الاستطلاع البالغ عددهم 67.562 فرداً حسب الدين، كان المسلمون أكثر شعوراً بالترابط الروحي.
وأشارت الأبحاث في عدد من التخصصات، من بينها الدين والفلسفة وعلم النفس، إلى أن الأنواع المختلفة من الترابط تؤدي إلى شعور شامل بالرفاهية والسعادة، ومن بين الاسئلة في علم النفس "ما هي السعادة؟ وكيف نحصل عليها؟".
لكن إد ديينر، أستاذ علم النفس الفخري بجامعة إلينوي في أوربانا-شامبين، يشتهر في الدوائر الأكاديمية بمحاولاته تحديد مقياس للسعادة أو "مقياس الرضا عن الحياة"،يتألف مقياس "إد دينيير" من خمسة أسئلة تستهدف التكهُّن بمدى رضا الشخص عن حياته ككل.
اقرأ أيضاً.. قائد غرفة عمليات الجيش الليبي: مفاجأة ميدانية هامة سنكشفها قريبا
واقترحت بعض الدراسات، ومن بينها استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2016، أن الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بأنهم «ملتزمون دينياً» أكثر احتمالاً لقول إنهم "سعداء جداً" في حياتهم.
ولكن الحالة الروحانية –بغض النظر عن الانتماء إلى دين معين– ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالرضا عن الحياة، والسعادة والتفاؤل لدى مرضى السرطان.
يعتقد سيغموند فرويد، الملقّب بـ "أبي التحليل النفسي"، أن كل البشر يتوقون للعود إلى شعور "الترابط" الذي كانوا ينعمون به في أرحام أمهاتهم، وارتباطهم بها بالسبل كافة.
حدد علماء النفس المعاصرون أيضاً مفهوم "الترابط الروحي" بأنه إحدى السمات الشخصية التي تميز الأشخاص الساعين إلى روابط أكثر مع الآخرين، ومع البيئة، ومفهومهم عن القوة الأسمى، أو الله.
أراد الباحثون في جامعة مانهايم بألمانيا تحليل مدى تأثير "الترابط الروحي" على الرضا عن الحياة في الأديان المختلفة.
لذا، أجروا استطلاعاً على أكثر من 67 ألف شخص من غير الطلاب من جنسيات غير معلِنة عن انتماءاتها الدينية، واستخدموا أسئلة مصممة لتقييم مدى شعورهم بالارتباط الروحي والرضا.
ووفقاً للدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لعلم النفس،فإنه من بين كل المجموعات، كان المسلمون الأكثر اعتقاداً بارتباطهم بشيء أكبر من أنفسهم.
بعد المسلمين، جاء المسيحيون، الذين لا يعتبرون أنفسهم من الكاثوليك أو البروتستانت، في المركز الثاني للشعور بالترابط الروحي، ومن بعدهم جاء البوذيون ثم الهندوس.
كتبت لارا ماري إدينجر-شونز،عالمة النفس بجامعة مانهايم: "تشير النتائج بوضوح إلى أن الاتجاه السببي للربط بين مفهوم الترابط الروحي والرضا عن الحياة يتماشى مع الافتراضات المستمدة من الأدبيات السابقة؛يصبح مفهوم الترابط الروحي أحد المحددات المهمة للرضا عن الحياة بمرور الوقت، في حين لا يوجد أي تأثير عكسي للرضا عن الحياة على مفهوم الترابط الروحي".
وأضافت: "سيكون من المهم اختبار ما إذا كانت الفروق الفردية في الشعور بالترابط الروحي يمكنها التنبؤ باختلافات في التكيف مع الواقع، والتأقلم مع أحداث الحياة وضغوطها، على سبيل المثال".
كتب الباحثون: "هذه الدراسة تسلط الضوء على الجوانب النفسية للأديان، ولا تكشف فقط عن متوسط مستوى الشعور بالترابط الروحي في مختلف الأديان، بل تكشف أيضاً عن تأثير ذلك الشعور على مدى الرضا عن الحياة بناء على تأثير الانتماء الديني".