على الرغم من ظهور الآلات الموسيقية الحديثة التي تستخدم في حفلات الزفاف، خاصة في ظل التطوير التكنولوجي بشكل يومى، إلا أن الموال الشعبي يبقى محافظا على كيانه، ففي بعض حفلات الزفاف يكون مطرب الموال الشعبي هو القرار الأخير لصاحب الفرح، خاصة في القرى التى تتميز بعادات وتقاليد تختلف عن المدن.
وفي قرى محافظة المنيا تجد من ضمن الاستعدادات الخاصة لإقامة حفل الزفاف، هو البحث عن مطرب شعبي من أصحاب قصص الموال الشعبي الذى يستخدم أسلوب جديد في الغناء، اعتبره البعض أنه يشرح واقع حياة الشاب الصعيدى في حياته اليومية والحب والزواج، حتى في قرار سفره من الصعيد إلى القاهرة للعمل، بعد أن أغلقت الحياة أبوبها في وجهه داخل الصعيد، ليصبح الموال الشعبي حكايات مختلفة يتوافد عليها الكثير لسماع تلك القصص التي تسرد بطريقة فنية بسيطة يفهما الكبير والصغير ويعتبرها تمثل قصة حياته الشخصية في الحب والنصيب.
وعلى بعد 15 كيلومترًا، داخل قرية دمشاو هاشم التابعة لمدينة المنيا، تجد منزل قاصد المنياوي الذى حصل على لقب مطرب الغلابة واشتهر بغناء الموال الشعبي في الأفراح منذ سنوات طويلة، استخدام فيها المواقف البسيطة بطريقة تكاد أشبه بالحقيقة عند سماعها ولكن أغلبها من واقع الخيال.
"أهل مصر" عاشت يوما كاملا داخل منزل قاصد المنياوى لمعرفة العديد من التساؤلات حول الموال الشعبي، الذى ما زال مستمرا حتى الآن في ظل التطوير التكنولوجي حتى في القرى، يقول قاصد المنياوي إن الفن والموال الشعبي يتمتعان بنوع راقي من الفن وجمهور الفن الشعبي، محافظا على سماع المواويل الشعبية البسيطة التى تتناول قصص مشابهة للحقيقة وأن جمهور الموال الشعبي يعتمد على كبار السن وبعض الشاب المحبين لسماع تلك المواويل الشعبية البسيطة التى تعتبر نوع من أنواع الغناء يجب احترامها وتقدريها والحفاظ عليها، خاصة بعد ظهور الأغانى والمهرجانات غير الهادفة، والتى تحتوي على ألفاظ خارجة لا تتناسب مع جمهور الصعيد.
يا قهوجى باشا موال يحبه الكبير والصغير
وأضاف قاصد المنياوي أن أشهر المواويل الشعبية التى نالت إعجاب الكثير من القرية والقرى المجاورة موال "ياقهوجى باشا" الذى يتناول فيه قصة شاب صعيدى قرر السفر إلى القاهرة من ضيق حال المعيشة مع أسرته في منزله الذى جار عليه الزمان، ولم يتبقى إليه سواء 12 جنيهًا، وبعد وصوله إلى إحدى المقاهي الشعبية جلس أمام منزل ليجد بنت المستشار صاحبة العيون الخضراء تنظر إليه من خلف شرفة المنزل، ويقيم معها علاقة حب اتنهت بالزواج وبعد أن تزوجها تركها باحثا عن حضور الحفلات في الملاهي الليلة التى كانت نقطة النهاية في رجوعه للقرية وللفقر مرة أخرى. أشهر العائلات تبحث عن الموال الشعبي في الأفراح
ولفت قاصد المنياوى إلى أن جمهور الموال الشعبي يمثله نسبة كبيرة بين العائلات التى تتمسك بالعادات والتقاليد الصعيدية، فتكون الأفراح لديهم على مدار 3 أيام، في اليوم الأول يكون الاحتفال عن طريق الفنان الشعبي وعمل ليلة تجمع الكثير من الناس حول الفنان الشعبي، الذى يعجبهم وفي اليوم الثانى تكون ليله قرآنية تجمع المسلم والمسيحى كنوع من أنواع الحب المتبادل بين أبناء القرية، واليوم الأخير يكون الاحتفال قاصر على أهل العريس والعروسة.