تحل اليوم، ذكرى ميلاد الفنان عبد الفتاح القصري، الذي امتعنا بخفة دمه وافيهاته، التي لا تزال عالقة فى الأذهان حتى يومنا هذا، ورغم مساهمته فى إدخال البسمة على الجمهور، إلا أن حياته انتهت نهاية مأساوية تراجيدية.
تزوج عبد الفتاح القصري للمرة الرابعة، من زوجته سهام، التي كانت تصغره بكثير، وعرفها عن طريق المستشفى الذي كان يعالج به، فكانت هي ممرضة له فى تلك الفترة، وأعجب بها لشبابها وجمالها، وحدث ماحدث وتزوجها، ظناً منه أنها ستكون مفتاح السعادة بالنسبة له، ولم يكن يدري ما يخبئ له القدر من أوجاع.
وافقت سهام على الزواج من القصري، لعلمها أنه كان يمتلك المال، وبعد الزواج، سيطرت عليه، وأقنعته بأن يكتب لها كل أمواله، وقد كان، ليصبح صيدًا سهلاً فى يدها، وتصبح صاحبة الكلمة العليا، وتغيرت معاملتها للأسوأ، وكانت الصدمة الكبرى للقصري، بعدما علم بأنها أقامت علاقة غرامية مع ابنه بالتبني مسعود، وواجهها ولم تنكر العلاقة، ووجهت له الشتائم وحبسته فى غرفته، ومنعت أصدقائه من زيارته، وزاد عليه المرض، وفي أحد الأيام، جاءت الفنانتين ماري منيب ونجوى سالم لزيارته بمنزله، لكن زوجته أنكرت وجوده بالمنزل.
اقرأ أيضا: نادية لطفي عن الهولوجرام: "أنا مفهمش فى الكلام ده"لم تقتنع ماري منيب من رواية الزوجة وداعبها الشك، واقتحمت عليها باب الشقة، لتجد الفنان عبد الفتاح القصري، نائمًا على سريره في حالة مزرية وقد أشتد عليه المرض، ولم يتمكن من التعرف على زميلاته الفنانات، وتدهورت حالته الصحية، قبل أن يفارق الحياة في 8 مارس 1964 عن عمر 59 عامًا، ولم يحضر جنازته سوى أسرته، وثلاثة من أصدقائه وزميلته الفنانة نجوى سالم، لتتواصل مأساته حتى في مماته.