"مين يشتريه مني".. حكايات العشاق مع الورد البلدي (تقرير مصور)

كتب : علاء الدين الرفاعي – محمود الطوخي

التريض في بساتين الورود متعة يدرك قيمتها محبي الجمال؛ فالعيون حين ترى البنفسجي والأحمر والأصفر والأبيض تمنح النفوس بهجةً وسعادةً، وللعشاق حكايات كثيرة مع الورد البلدي؛ فهو أحد أجمل الأزهار على الإطلاق، وهو رمز للرائحة الزكية، ولذا يحرص الكثيرين على زراعته في بساتين مخصصة لهذا الغرض، أو في أفنية المنازل وعلى حواف الشرفات، وهناك من اعتاد شرائه كل صباحٍ من المحلات المخصصة لهذا الغرض.

ولعل أفضل من وصف الورد البلدي بألوانه المختلفة هو الشاعر أحمد رامي، إذ يقول في رائعته التي تغنت بها الفنانة ليلى مراد، ولحنها رياض السنباطي: "دي وردة بيضا صفو الوداد فيها.. ودي وردة صفرا الغيرة تضنيها.. ودي وردة حمرا بالدمع أرويها.. الوردة دي سر غرامي.. حكيت لها عن أحلامي.. خدها مني.. مين يشتري الورد مني.. وأنا بنادي واغني.. الورد ده نادي خد منه وهادي.. أنت يا اللي الناحية دي.. وأنت يا اللي قصادي.. مين يشتري الورد مني".

يقول "محمد عماد"، صاحب محل مخصص لبيع الورد البلدي بإحدى أحياء محافظة القاهرة: إن مميزات الورد البلدي تفوق باقي أنواع الورود؛ فشذى عطره يزكى الأنوف، وجمال ألوانه يخطف العيون، موضحًا أنه آثر التخصص في بيع الورد البلدي؛ لأنه الأفضل على الإطلاق، والأكثر طلبًا من الزبائن.

"عماد"، صاحب الـ48 عامًا، يؤكد أنه يبيع الورد البلدي منذ سنوات الطفولة، وبالتحديد حين كان في ربيعه الثامن؛ فقد ورث هذه المهنة عن والده، وقبل أن يفتتح محلًا مخصصًا لبيع الورد البلدي، كان يقف برفقة أبيه في الشارع ليبعا معًا الورود.

يتراوح سعر الوردة البلدي بين 3 إلى 5 جنيهات، والعٌمر الافتراضي لها يزداد ويقل بحسب انخفاض درجات الحرارة وارتفاعها؛ فخلال فصل الشتاء تبقى الورود مزدهرة 18 يومًا، أما فى الصيف فتزبل بعد 3 أيام فقط، وفقًا لما يؤكده "عماد".

"عماد"، يشير إلى أن من يشترون الورد منه صنفين؛ الأول هم عشاق الورد البلدي، أما الصنف الثاني فهم زائري المقابر الذين ورثوا عادة نثر الورود على قبور ذويهم، والجميع يقبلون على الشراء في أيام: الأربعاء، والخميس، والجمعة، والسبت فقط، دون بقية أيام الإسبوع التي يغلق محله خلالها لركود حركة البيع والشراء.