بعد مرور ثلاثة أشهر على تسلميهم السلطة في ليبيا، تحاول جماعة الاخوان المسلمين العودة من جديد للمشهد السياسي، وذلك عن طريق بيانات إعلامية تهاجم الوضع الذي تعيشه ليبيا، بالإضافة إلى جهود تبذلها بعض الشخصيات الاخوانية لحث واشنطن لدعم مليشياتهم الإرهابية.
فقد خرج مساء الأحد، بيان صادر عن المؤتمر الوطني العام المنحل، والذي أكد خلاله، أن أطراف ومخرجات «حوار الأممي»، هي المسؤولة قانونياً وأخلاقياً عما وصفه بالدمار الذي تتعرض له مدينة بنغازي.
وأشار المؤتمر، في بيانه الذي نشرته وسائل اعلام ليبية محلية، إلى أن أطراف الحوار ومخرجاته جزءاً مما وصفها بالمؤامرة على بنغازي وأهلها، محمّلا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، مسؤولية دمار المدنية، وما يتعرض له العالقون من المدنيين في مناطق الاشتباكات في بنغازي.
ويأتي ذلك بعد 10 أيام من كشف المجلس الليبي الأمريكي للشؤون العامة «لاباك» عن لقاء جمع أعضاءه القيادية بجماعة الإخوان المسلمين مع مسؤولين من إدارة الأمن القومي بالبيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية ومن مجلسي الشيوخ والنواب، طالب خلاله وفد «الاخوان» الليبي المسؤولين الأمريكين بالدعم الطبي لمقاتيليهم وردع الفريق ركن خليفة بلقاسم حفتر القائد العام للجيش الليبي التابع لمجلس النواب، كما طالبو تجاوز اتفاق الصخيرات الذي يقضي بضرورة حصول حكومة الوفاق الوطني التي شكلتها الأمم المتحدة لشرعيتها من مجلس النواب الشرعي المنتخب في طبرق.
ونقل بيان أصدره «لاباك» عن السيناتور الأمريكي جون ماكين، قوله : «سنسرع بإجراءات الدعم الطبي للثوار وأرحب بفكرة زيارة ليبيا، وأوافق على إجراء مقابلة مع الصحافة الليبية واتخذنا خطوات لوقف دعم دول الجوار لحفتر».
وقال البيان، إن أحد المسؤولين الأمريكان أكد لوفد «الإخوان»، أن واشنطن تعارض أية جهة تعمل على إطالة الحرب أو على تقسيم ليبيا وأن الولايات المتحدة حذرت فعلا ثلاث دول شرق أوسطية مما أسموه بـ «مغبة الاستمرار في دعم حفتر والالتفاف على القانون الدولي بهذا الخصوص».
وتتصاعد جهود تلك العناصر الإخوانية مع المشاكل السياسية التي تواجهها حكومة الوفاق الوطني بعد استقالة عدد من وزرائها وخروج مظاهرات ضدها في طرابلس، وأيضا الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني الليبي على الإرهاب في بنغازي ودرنة.
ويقود تلك الجهود طبيب أميركي من أصل ليبي يدعى عصام عميش وهو رئيس «لاباك» بالتعاون مع طارق المقريف وبعض أعضاء حزبي الإخوان «العدالة والبناء» و«الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا».
«عميش» الذي يتولى مسألة تمويل جهود الإخوان لحث الأميركيين على التدخل سياسيا في ليبيا، اضطر للاستقالة من منصبه في مفوضية الهجرة بولاية فرجينيا الأميركية عام 2007، وذلك بعدما انتشر مقطع مصور له عبر «يوتيوب» وهو يحث على الجهاد، ما أعتبر دعماً للإرهاب وضع حاكم الولاية في حرج.
ويقوم عميش والكيانات التي يرأسها أو يدعمها بترتيب زيارات لإعلاميين أميركيين إلى ليبيا ليعودوا ويكتبوا أو يتحدثوا في ندوات ينظمها هو وعناصر إخوانية، لتشويه صورة الجيش الليبي وممجدين للميليشيات الإرهابية.
وفي ظل تلك المحاولات التي يبذلها الإخوان وقياداتهم في ليبيا، تبدو الإدارة الأمريكية مترددة حتى في إرسال بعثة دبلوماسية إلى هناك لدعم شرعية حكومة الوفاق أسوة ببعض الدول الأوروبية.