كشف الدكتور حسين بدوية، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع الزقازيق بمحافظة الشرقية، عن حقيقة المنشور الذي أثار جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر الصفحة الرسمية للكلية بيانًا يُفيد بأن نسبة الرسوب بين طلاب الكلية بلغت 84%، وهو ما أدى إلى موجة من الانتقادات، خاصة من طلاب الفرقة الأولى.
وفي تصريحات خاصة، علق عميد الكلية على ما تم تداوله، مؤكدًا أن انخفاض نسب النجاح في الفرقة الأولى ليس ظاهرة جديدة، ولا يخص الكلية فقط، بل هو اتجاه شائع في الكليات الشرعية، ويرتبط بعدة عوامل أهمها ضعف الخلفية التعليمية لبعض الطلاب، لا سيما المنتسبين منهم، فضلًا عن تدني مستوى التحصيل منذ المرحلة الثانوية.
وأشار "بدوية" إلى أن هذه الظاهرة تتكرر سنويًا، وتزداد وضوحًا في الفرق الأولى التي تمثل الانتقال من التعليم الثانوي إلى البيئة الأكاديمية الأكثر تخصصًا وجدية.
وأوضح عميد الكلية أن هناك عدة أسباب واقعية وراء تراجع نسب النجاح هذا العام، أبرزها، عدم استكمال إجراءات القيد نحو 30% من الطلاب المرشحين للالتحاق بالكلية لم يُسجلوا ملفاتهم رسميًا، والغياب عن الامتحانات نسبة مماثلة تغيبت عن امتحانات الفصل الدراسي الثاني، وبعضهم التحق بمؤسسات تعليمية أخرى دون سحب ملفاتهم، فضلا عن تكرار الرسوب ما يقرب من 50% من الطلاب الذين أدوا الامتحانات هم من الراسبين في أعوام سابقة، واستمر ضعف أدائهم نتيجة غياب المتابعة وقلة الحضور.
ورغم هذه المعوقات، أشاد الدكتور حسين بدوية بتفوق العشرة الأوائل في الفرقة الأولى، الذين حصلوا جميعًا على تقدير "ممتاز"، مؤكدًا أن تلك النتيجة غير المسبوقة تؤكد أن مناخ الكلية محفز على التميز، وأن النجاح مرهون بجد الطالب والتزامه.
وأشار العميد إلى أن نتائج بقية الفرق الدراسية جاءت كالتالي،
الفرقة الثانية 73.93%، الفرقة الثالثة 72.73%، الفرقة الرابعة نحو 61%، وهي نسب تُعد أعلى بكثير من السنوات الماضية، ما يدل على تحسن عام في مستوى الطلاب.
أما بالنسبة للفرقة الأولى، فبعد استبعاد الطلاب الغائبين وغير المقيدين والراسبين الذين لم يحضروا الامتحانات، بلغت نسبة النجاح الفعلية نحو 50% بين الطلاب الذين أدوا الامتحانات فعليًا.
وأكد "بدوية" أن الكلية قاربت على الانتهاء من تنفيذ حزمة من الإجراءات التطويرية لمعالجة التحديات، أبرزها، إطلاق برامج دعم أكاديمي وإرشاد مبكر للطلاب الجدد، وتعزيز الانضباط والحضور المنتظم في المحاضرات، ومراجعة نظام الانتساب بما يحقق العدالة ويحافظ على المستوى الأكاديمي للكلية.
كما أشار إلى أن هذه الخطوات أثمرت بالفعل عن تحسن تدريجي في نتائج الفرقة الأولى مقارنة بالأعوام السابقة، رغم التحديات التي تظل قائمة بطبيعة الحال مع دفعات الطلاب الجدد.
وشدد عميد الكلية على أن جودة التعليم والتكوين العلمي والدعوي تمثل جوهر استراتيجية الكلية منذ إنشائها، وقد تُوج هذا المسار بحصول الكلية على الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، بجانب السمعة المتميزة التي يحظى بها خريجو الكلية في الداخل والخارج.
اختتم الدكتور حسين بدوية حديثه بالتأكيد على انفتاح الكلية الكامل على الإعلام والطلاب وأولياء الأمور، داعيًا إلى الرجوع للمصادر الرسمية قبل تداول أي معلومات أو إصدار أحكام، ومجددًا التزام الكلية برسالتها الأزهرية في نشر العلم وخدمة المجتمع وتكوين الداعية الواعي.
كما وجه رسالة للطلاب قال فيها: "اجتهدوا، واثقوا في أنفسكم، فالمؤسسة التعليمية تفتح أبوابها دائمًا لكل من يسعى للعلم بحق، والنجاح يبدأ من داخل الطالب نفسه".