"صنايعية مصر"... حرفة الصدف بدأها الأجداد وتوارثها الأحفاد.. غلاء الخامات وجشع التجار وراء ضياع المهنة (فيديو وصور)

امتاز المصريون القدماء بحرفة الصدف، وتبعهم فى ذلك أحفادهم، وعملوا على تطويرها يوما بعد يوما، الا أنها حاليا أصبحت تعاني مشكلات كثيرة، وتتواجد صناعة الصدف فى كثير من المنتجات التى نستعملها فى حياتنا اليومية، حيث نجدها في المساجد والكنائس والكراسي المصنوعة بأشكال تراثية.

اقرأ ايضًا: "خذ ما يكفيك واترك لغيرك".. "ثلاجة الخير" مشروع خيري يوفر الطعام للفقراء دون مقابل.. 37 منفذًا بالقاهرة والشرقية والإسكندرية.. عصام الدندراوي: الفكرة مستنسخة من سيدة هندية

فى زقاق متفرع من إحدى حارات حى الجمالية بالقاهرة، خلف جامع الأزهر، التقي محرر "أهل مصر" بـ محمود الحسيني الشهير بـ"محمود الزلعي"، والذي يعمل في صناعة الصدف لأكثر من ٥٢ عاما. بدأ "الزلعي" فى تعلم هذه المهنة ولم يتخطَّ العقد الأول من عمره.

اقرأ ايضًا: "اختراع يا كوتش".. رحلة "أبو العلا" من "البطاطا السادة" لـ"النوتيلا والشيكولاته"

يقول محمود الزلعى: بدأت في تعلم حرفة الصدف فى سن الثامنة.. وتعلمتها على يد "حسن السيسي"، وهو من أشهر من عملوا بالصنعة، وعند أتممت الاثني عشر عاما تنقلت بين الورش الكبيرة، إلى أن فتحت ورشة خاصة بى.

وتحدث "الزلعى" عن مراحل التصنيع قائلا: إن الصناعة تمر بأربع مراحل، تبدأ بالنجارة، والتى تشمل تقطيع الأخشاب وتشكيل الألواح المختلفة والتقطيع بأشكال هندسية متنوعة، ثم مرحلة تجميع الأخشاب، وتثبيت الأشكال عليها إذا كانت فى الألواح للتزيين، ثم التلميع لتزيين الأسقف والجدران أو الكراسى، بعدها مرحلة تطعيم الأخشاب بقطع الصدف، تليها مرحلة التلميع، وأخيرا التنجيد.

اقرأ ايضًا: "إحنا معاك".. "مشير ياسين" شاعر شبرا الصاعد.. رحلته مع الكتابة بدأت منذ 7 سنوات.. يعشق "الراب" وهشام الجخ وينتظر الفرصة

وأفاد "الزلعى" أن المهنة بدأت تنقرض بسبب قلة الخامات التى يتم جلبها من الخارج بأسعار باهظة، كما لا يوجد تسويق للمنتجات الآن، ولم يعد أحد يهتم بها، والتجار يشترون من الصنايعية المنتج بثمن رخيص، ويبيعونه بسعر غالٍ، وأصحاب الصنعة هم الضحايا. مشيرا إلى أنه كان لديه ٦ عمال، وبسبب ارتفاع أسعار الخامات قل عدد العمال، وأصبح لديه عامل واحد فقط، وأيضا العمال أصبحوا لا يريدون تعلم صنعة جديدة، وأصبحوا يستسهلون، ويعمل معظمهم على تكاتك.

اقرأ ايضًا: "مين يشتريه مني".. حكايات العشاق مع الورد البلدي (تقرير مصور)

وعن زبائنه قال الزلعي: كان أكثر الزبائن هم السياح، ولكن بعدما قلت السياحة أصبح زبائننا من خان الخليلي فقط. مضيفا أن صناعة الصدف كان عليها إقبال كبير في الماضي، وكان المشتري يفرق بين الشغل عالي الجودة والرديء. أما اليوم فأصبح معظم الشغل سيئا، ولم تعد هناك رقابة على السوق.

إنقاذ حرفة الصدف 

واختتم محمود قائلا: أطالب الحكومة بإنقاذ حرفة الصدف من الضياع والاهتمام بها وتدعيمها وإنشاء معارض لتسويق المنتج.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً