تشتهر رواية حفص عن عاصم، بأنها هي الرواية أو التلاوة لكتاب الله (القرآن الكريم) لحفص على شيخه الإمام عاصم. إن هذا القارئ كان ممن التزم بهذه الطريقة في قراءته لكتاب الله وأتقنها وصار شيخا فيها بعد معلمه وله طلابه وتلاميذه الذين يأخذون عنه فالنسبة هنا نسبة التزام لطريقة القراءة وليست نسبة اختراع بمعنى أن حفصا مثلا أو غيره ليس هو الذي اخترع هذه الطريقة حاشا لله، وإنما لسبب اتقانه وبراعته وحفظه في عصره واشتهاره بتلاوته القرآن بها وبذلك وقع الاختيار عليه لنسبة الرواية إليه لا إلى غيره ولم تعد تنسب هذه الروياة إلى الصحابي أو التابعي، وأما عاصم فهو شيخ الإمام حفص كما سيأتي ذلك لاحقا.
ذلك لأن العلماء كانوا يختارون عند تدوين أشهر القراءات الصحيحة إماما شيخا وتلميذين لكل شيخ، فالشيخ هو الإمام عاصم والتلميذين هما حفص وشعبة ولكن رواية حفص بأشهر من رواية شعبة لذلك لا يعلم كثير من الناس سوى رواية حفص.
وللعلم أيضا فالقراء الذين تم اختيارهم قي عصر التدوين وأجمع العلماء على صحة قراءتهم هم :
الأول : الإمام نافع المدني (ويسمى المدني الأول) ويروى عنه قالون وورش
الثاني : الإمام ابن كثير المكي ويروى عنه البزى وقنبل
الثالث : الإمام أبو عمرو البصري ويروى عنه الدورى والسوسى
الرابع : الإمام عبدالله بن عامر الشامي ويروى عنه هشام وابن ذكوان
الخامس : الإمام عاصم الكوفي ويروى عنه شعبة وحفص
السادس : الإمام حمزة بن حبيب الزيّات ويروى عنه خلف وخلاد
السابع : الإمام الكسائى ويروى عنه أبو الحارث والدورى
الثامن : الإمام أبو جعفر المدني (ويسمى المدني الثاني) ويروى عنه ابن وَردان وابن جمّاز
التاسع : الإمام يعقوب الحضرمي ويروى عنه رويس وروح
العاشر : خلف العاشر ويروى عنه إسحاق وإدريس