بالتزامن مع إعلان السعودية والإمارات تقديم دعم للسودان بقيمة تبلغ 3 مليار دولار،أنهى المجلس العسكري الإنتقالي في السودان العمل بالاتفاقية التي وقعها الرئيس السوداني السابق عمر البشير مع تركيا قبل عامين، وفقاً لصحيفة زمان التركية.
وقالت الصحيفة أن القرار السوداني ترجمة عملية لابتعاد السودان الجديد عن محور قطر وتركيا، واصفة الخطوة بأنها "تعبر عن رؤية واضحة وناضجة لمصلحة السودان والعالم العربي".
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "فورجين بوليسي" الأمريكية أن السعودية والامارات قدمت 3 مليارات دولار، حيث سيتم وضع نصف مليار دولار وديعة بالبنك المركزي السوداني لتقوية مكانته المالية، وتخفيف الضغوط عن الجنيه السوداني وتحقيق الاستقرار بسعر الصرف.
اقرأ ايضاً..السودان يلغي "اتفاقية سواكن" مع تركيا
وسيتم صرف باقي المبالغ لتلبية الاحتياجات الضرورية للشعب السوداني من غذاء ودواء ومشتقات نفطية.
القوات السودانية باقية باليمن
مع الإعلان عن تولي عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس العسكري خلفاً لعوف، أعلنت الرياض وأبوظبي دعمهما للأول ومجلسه وخطواته، السبت الماضي، في أول موقف منذ عزل البشير.
وبعد ساعات من اداء البرهان اليمين الدستورية، وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بتقديم حزمة مساعدات إنسانية للسودان، تشمل أدوية ووقود وقمح.
وفي اليوم ذاته، وجه رئيس الإمارات خليفة بن زايد، بالتواصل مع المجلس العسكري الانتقالي، لبحث مساعدة الشعب السوداني،والإثنين الماضي، أجرى قادة الإمارات والسعودية اتصالات هاتفية بالبرهان في "خطوة ثانية" من الدعم.
والثلاثاء الماضي، كانت الخطوة الثالثة عندما وصل وفد إماراتي سعودي رفيع المستوى، إلى الخرطوم، في زيارة استغرقت يومين، حيث التقى البرهان الأربعاء الماضي، والذي بدوره أشاد بالعلاقات "المتميزة" بين بلاده والدولتين الخليجيتين.
وهذه الخطوات الثلاثة تلت إعلان البرهان ومجلسه، فور توليه المنصب، استمرار قوات بلاده في التحالف العربي باليمن والذي تقوده السعودية والإمارات منذ 2015.
اقرأ ايضاً.. "البرهان" يعلّق تسليمه السلطة بالسودان على "شرط"
وقطعت الخرطوم، التي كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران طيلة عقود، التواصل مع إيران في مارس 2015، إلى حد كبير في مقابل المساعدة السعودية المالية، قبل أن تنضم إلى المجهود الحربي السعودي الإماراتي في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
وقدمت الانتفاضة الديمقراطية في السودان لطهران فرصة لاستعادة نفوذها في البلاد مجدداً، ما جعل من الضرري للرياض تكثيف دعمها للنظام العسكري،ويمكن أن يصبح السودان، مثلما هو الحال في اليمن، ساحة معركة أخرى لحرب الوكالة السعودية الإيرانية في المنطقة.
مصير أموال تركيا
مشروعات واستثمارات تركية في السودان تصل قيمتها لمليارات الدولارات، ما هو مصيرها بعد الغاء السودان اتفاقية سواكن مع تركيا.
بموجب الاتفاقية التي وقعت في أبريل 2014، تستأجر تركيا أراض زراعية في السودان بمساحة 780 ألف هكتار مدة 99 سنة في ست مناطق مختلفة، حيث كان مقررا أن تستثمر شركات تركية خاصة في هذه الأراضي.
ومشروع استئجار الأراضي الزراعية ليس الوحيد الذي يجهل مصيره، فهناك قائمة طويلة من المشاريع التركية في السودان التي لا زالت قيد الإنشاء.
اقرأ ايضاً.. وفد سوداني يزور أمريكا لبحث رفع الخرطوم من قوائم الإرهاب
وكانت هناك العلاقات الوثيقة بين تركيا وبين البشير المتهم بجرائم حرب راح ضحيتها ثلاثة ملايين إنسان في دارفور منذ عام 2003.
وتوقع أن لا تتأثر مشروعات الشركات التركية الخاصة في السودان، وأن يكون مصير الاتفاقيات الحكومية هو الإلغاء أو التجديد لبعض الوقت.
وخلال السنوات الأخيرة، ازداد التعاون الاقتصادي بين أردوغان والبشير، خاصة بعد زيارة أردوغان إلى الخرطوم في عام 2017، حيث وقع الاثنان على عدد من الاتفاقيات جاء أهمها اتفاقية تسليم إدارة جزيرة سواكن السودانية الواقعة في البحر الأحمر إلى تركيا للاستثمار فيها.
وكانت شركة "سوما" التركية قد أعلنت العام الماضي أنها تستعد لوضع حجر الأساس لمشروع مطار الخرطوم، بعد أن فازت الشركة بمناقصة المشروع الذي تصل قيمته إلى 1.1 مليار دولار.
وفي سبتمبر 2018، أعلنت وزارة الزراعة والغابات التركية، توقيع أنقرة والخرطوم اتفاقا بقيمة 100 مليون دولار يتم بموجبه التنقيب عن النفط في السودان.
وكان بنك الزارعة التشاركي التركي قد أعلن افتتاح فرع له في الخرطوم لتعزيز العلاقات المالية بين البلدين، بالإضافة إلى إنشاء مصنع غزل ونسيج تركي بقيمة 100 مليون دولار.
وقالت الصحيفة إن الاستثمارات التركية في السودان كانت قليلة سابقا وتكاد لا تتجاوز قطاعات الغزل والنسيج، ومصانع مواد البناء مثل مصانع الطوب الإسمنتي، لكن هذه المشاريع ازدادت خلال السنوات القليلة الماضية.
وأشارت إلى أحد أهم المشاريع التي وقعت خلال الفترة الماضية، وهو مشروع مطار الخرطوم الذي كان مقررا بناؤه وفقا لنظام B.O.T الاقتصادي.
اقرأ ايضاً.. أصيب بـ"جلطة".. تعرّف على الحالة الصحية للرئيس السوداني
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي عوض بن عوف قد أعلن تنحيه عن منصبه هو ونائبه كمال عبد المعروف بعد يوم واحد من عزل الرئيس السوداني السابق عمر البشير، إذ تنازل بن عوف عن منصبه لصالح الفريق أول عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان، المفتش العام وقائد القوات البرية السابق.
وقالت الصحيفة أنه من الصعب التوقع، لأن هناك عامل إقليمي ودولي يدخل على خط التطورات في السودان، وربما يحدث طارئ يدفع بكل هذه التعهدات الاقتصادية في اتجاه آخر.
ماهي اتفاقية سواكن التي توقيعها مع تركيا
وكان الرئيس السوداني السابق عمر البشير وقع اتفاقية مع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارة الأخير للخرطوم عام 2017، تقضي بتسليم إدارة جزيرة سواكن في البحر الأحمر إلى أنقرة للاستثمار فيها، وإنشاء قاعدة عسكرية.
وأدى حصول أنقرة على مشروع إعادة إعمار وترميم آثار تلك الجزيرة الواقعة على الساحل الغربي للبحر الأحمر شرقي السودان، إلى تأجيج المخاوف في المنطقة من أن تكون قاعدة متقدمة للنظام التركي.
اقرأ ايضاً.. شملت تصفية جميع أفراد الأسرة.. تهديدات بالقتل للمكلف بالتحقيق في فساد "البشير"
وذكرت مواقع إخبارية محلية أن السودان أعطى مهلة لتركيا لإخلاء جزيرة سواكن، وإنهاء العمل بالاتفاقية الموقعة بين الجانبين،وكانت تركيا أوقفت العمل في جزيرة سواكن، عقب الاحتجاجات التي اندلعت ضد البشير منذ عدة أشهر.
وشكل الجيش مجلسا عسكريا انتقاليا، وحدد مدة حكمه بعامين، وسط محاولات للتوصل إلى تفاهم مع أحزاب وقوى المعارضة بشأن إدارة المرحلة المقبلة.