يثور سؤال حول رخصة الإفطار للمسافر في رمضان، خاصة وأن السفر في العصر الحديث لم يعد مجهدا كما كان في الماضي، فقد جاءت الرخصة للمسافر بالإفطار في زمان كان السفر فيه يتم بواسطة الدواب أو السفن وكان المسافر يبذل جهدا كبيرا وينفق وقتا طويلا في السفر، لكن هل تظل رخصة الإفطار قائمة للمسافر في العصر الحديث خاصة وأن المسافر في العصر الحديث
رخصة الإفطار للمسافر بالطائرة عن الشيخ بن باز
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: أيهما أفضل للمسافر الفطر أم الصيام.. وخاصة السفر الذي لا مشقة فيه كالسفر بالطائرة أو الوسائل الحديثة الأخرى؟ فأجاب: الأفضل للصائم الفطر في السفر مطلقا، ومن صام فلا حرج عليه؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثبت عنه هذا وهذا، وهكذا الصحابة رضي الله عنهم. لكن إذا اشتد الحر، وعظمت المشقة، تأكد الفطر، وكره الصوم للمسافر لأنه - صلى الله عليه وسلم - لما رأى رجلا قد ظلل عليه في السفر من شدة الحر وهو صائم قال: « ليس من البر الصوم في السفر». ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته » وفي لفظ: « كما يحب أن تؤتى عزائمه ». ولا فرق في ذلك بين من سافر على السيارات أو الجمال أو السفن والبواخر وبين من سافر في الطائرات، فإن الجميع يشملهم اسم السفر، ويترخصون برخصه، والله سبحانه شرع للعباد أحكام السفر والإقامة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولمن جاء بعده إلى يوم القيامة، فهو سبحانه يعلم ما يقع من تغير الأحوال وتنوع وسائل السفر. ولو كان الحكم يختلف لنبه عليه سبحان