على أعتاب شهر رمضان المعظم تبدأ الطقوس الدينية والرمضانية التى ترتبط بالشهر الكريم حتى صارت رموزا له ومعالم عليه، في الظهور والانتشار، وأهم هذه الأشياء "فانوس رمضان" الذى لا يخلو منه بيت فى هذه الأيام قبيل شهر الصوم والبركات ونستعرض مراحل وكيفية تصنيعه.
تعلمتها من أخى الأكبر
يقول "محمد" صانع للفوانيس يبلغ من العمر 38 عامًا وتقع ورشته بمنطقة السيدة نفيسة "أعمل بهذه المهنة منذ 25 عاما وقد تعلمتها من أخى الأكبر والذى تعلمها بدوره من والدنا ووصلت فى التعليم حتى المرحلة الإعدادية".
وعن مراحل التصنيع أوضح أن هناك عدة خطوات تبدأ بتقطيع الزجاج بأشكال معينة وبعد الانتهاء من ذلك يتم قص "الصاج" وثنيه بأدوات خاصة وما أن ينتهى من هذا حتى يقوم بوضع القطع الزجاجية بين إطارات ثلاثية الأضلاع من "الصاج" ويقوم بتشكيل كل قطعة على حدة، فهناك مثلا ما يسمى بـ"القباب" وهى الجزء العلوى من الفانوس يجمعها من أجزاء مفردة ويتم لحامها ببعضها البعض بمادة معينة، وهناك أيضا "الكعوب" وهى قاعدة الفانوس ويتم عملها على طريقة عمل "القباب".
تصنيع طلبيات حيب الاتفاق
وأضاف أنه يمكن أن ينتج فى اليوم الواحد حوالى 40 فانوسا يتم توزيعها على التجار بكميات قليلة فيمكن أن يطلب كل تاجر 20 قطعة ومنهم من يكون قد اتفق مسبقا على كميات معينة وقام بدفع "عربون"، وهذه هى طريقة عملهم فيقومون بتصنيع طلبيات تم الاتفاق عليها قبل صناعتها حتى لا يصنع أعدادا تفيض عن حاجة التجار فتسبب له الخسائر.
وأوضح أن هناك أكثر من حجم للفانوس فمنها الكبير ومنها الصغير ومنها المتوسط، ويختلف كل فانوس من حيث الخامات المستخدمه فى تصنيعه والأبعاد وقياسات تقطيع أجزائه والمدة التى يستغرقها لصناعته، فالصغير لا يأخذ سوى دقائق معدودة بينما الكبير يتخطى الساعة أو الساعتين.
وأشار إلى أن هناك العديد من الأشكال ويحمل كل شكل اسم معين فعلى سبيل المثال يسمى بعض الفوانيس بـ"النجمة"، "ابو ولاد" وترجع تسميته ب هذا الاسم إلى وجود بعض الفوانيس الأصغر حجما على جانبيه والتى تشبه الأطفال المتشبثين بوالدتهم، "شويبس"، "برج صغير"، "فاروق"، "المخمس" وأخيرا "المربع" وهو الذى كان غالبا ما يظهر فى أفلام الفنان الراحل "إسماعيل يس" وهو عبارة عن فانوس يتكون من أربعة أضلاع ملساء السطح.
شاهد.. مراحل صناعة فانوس رمضان يدويًا
وأما عن أسعار الفوانيس، أكد "محمد" أنها ذات أسعار زهيدة لا تتعدى الـ10 جنيهات للصغير منها والذى تكلفه خاماته 9 جنيهات لتناسب حالة الزبائن المادية الذين لا يستطيعون شراء المنتجات الصينية والتى منها ما يفوق الـ100 جنيه، مشيرا إلى أن هذه المنتجات أثرت عليهم بشكل كبير حتى إنهم فى أحد الأعوام توقفوا عن العمل، وكان يحدث تضارب فى الأسعار مما سبب لهم خسائر كبيرة، والآن بعد أن ارتفعت الأسعار على الجمهور لجأ أكثر إلى المنتجات المحلية.
وأفاد أن ما يواجهه من مشكلات فى المهنة هو أنها موسمية وتزداد أسعار الخامات عاما عن الآخر،موضحا أنه لا يعمل بهذه المهنة سوى قرابة ثلاثة أشهر تنتهى بحلول العشر الأواخر من شهر شعبان وبعد ذلك يتنقل فى العمل ما بين أصدقائه.