يحرص المسلمين في شهر رمضان المبارك على اتيان صلاة التراويح، وصلاة التراويح حكمها أنها سنة مؤكدة، ويؤدي المسلمون صلاة التروايح في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك من بعد صلاة العشاء وحتى قبيل صلاة الفجر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي التروايح منفردا أو كما يفعل صلى الله عليه وسلم، وروى البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع - أي جماعات متفرقة - يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط - الجماعة من الرجال - فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب. ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنه، أفضل من التي يقومون - يريد اخر الليل -، وكان الناس يقومون أوله، وروى سعيد بن منصور في "سننه": أن عمر رضي الله عنه جمع الناس على أبي بن كعب، فكان يصلي بالرجال، وكان تميم الداري يصلي بالنساء.
صلاة التروايح في رمضان سنة مؤكدة ولهذا السبب لم تفرض على المسلمين
ومشروعية صلاة التراويح من حديث النبي صلى الله عليه وسلم : عن أبي سلمة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (كان الناس يصلون في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان أوزاعا يكون مع الرجل شيء من القرآن، فيكون معه النفر الخمسة أو الستة , أو أقل من ذلك , أو أكثر، فيصلون بصلاته قالت: " فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة من ذلك أن أنصب له حصيرا على باب حجرتي " ففعلت " فخرج إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن صلى العشاء الآخرة ") (- وجدار الحجرة قصير - فرأى الناس شخص النبي - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية: (فسمع المسلمون قراءته) (قالت: فاجتمع إليه من في المسجد، " فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلا طويلا ") ( والناس يأتمون به من وراء الحجرة -) وفي رواية: (فصلوا بصلاته , وبينه وبينهم الحصيرة) (" ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل وترك الحصير على حاله ") (فأصبح الناس فتحدثوا) (بذلك " فقام الليلة الثانية ") (فاجتمع أكثر منهم , فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، " فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلوا بصلاته "، فلما كانت الليلة الرابعة، عجز المسجد عن أهله) (" فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء الآخرة , ثم دخل بيته "، وثبت الناس) (" فاطلع عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (فقال لي: ما شأن الناس يا عائشة؟ " فقلت له: يا رسول الله , سمع الناس بصلاتك البارحة بمن كان في المسجد , فحشدوا لذلك لتصلي بهم , فقال: " اطو عنا حصيرك يا عائشة " قالت: ففعلت " وبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير غافل ")(فظنوا أنه قد نام) (فجعل الناس ينادونه: الصلاة) (وجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم) (وحصبوا بابه) (" فلم يخرج) (حتى خرج لصلاة الصبح) (فقال له عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ما زال الناس ينتظرونك البارحة يا رسول الله، فقال: " أما إنه لم يخف علي أمرهم، ولكني خشيت أن تكتب عليهم) (صلاة الليل) (فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر , سلم , ثم قام في الناس , فتشهد ثم قال: أما بعد) (أيها الناس , أما والله ما بت ليلتي هذه بحمد الله غافلا , ولا خفي علي مكانكم) (قد رأيت الذي صنعتم، ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم) (صلاة الليل , فتعجزوا عنها ") وفي رواية: (إنه لم يمنعني أن أنزل إليكم إلا مخافة أن يفترض عليكم قيام هذا الشهر) (ولو كتب عليكم , ما قمتم به) (فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون) وفي رواية: (خذوا من الأعمال ما تطيقون , فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله) (ما داوم عليه صاحبه, وإن قل) (وصلوا أيها الناس في بيوتكم , فإن أفضل الصلاة , صلاة المرء في بيته , إلا المكتوبة) (قالت: ثم ترك مصلاه ذلك , فما عاد له حتى قبضه الله - عز وجل ) (وكان آل محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا عملوا عملا أثبتوه (قال أبو سلمة: قال الله - عز وجل -: {الذين هم على صلاتهم دائمون}.