مفاجأة.. إيران لا تملك إغلاق "مضيق هرمز".. اللغز في عملية "فرس النبي"

إيران لا تملك إغلاق "مضيق هرمز".. اللغز في عملية "فرس النبي
كتب : سها صلاح

هدد النظام الإيراني في وقت سابق بإغلاق "مضيق هرمز" الاستراتيجي في الخليج العربي، ردأ على العقوبات الامريكية التي فرضتها واشنطن على "طهران" واعلانها الحرس الثوري الإيراني، و"مضيق هرمز" تمر من خلاله معظم إمدادات النفط العالمية، لكن هل بالفعل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز؟

عبر "مضيق هرمز" يسير شريان الطاقة إلى العالم، حيث تضخ صادرات النفط العربية إلى الأسواق، كما تبحر في مياه الخليج العربي قطع بحرية أميركية مهمتها الأولى تأمين هذا الشريان، وثانيًا مراقبة تنفيذ العقوبات على إيران التي أقتربت صادراتها النفطية من الصفر بعد إلغاء واشنطن.

ولكي تنفذ إيران تهديداتها نظريا، يلزمها قوة عسكرية تقوم بشكل خاطف بإغراق سفن في أضيق مسار بالمضيق كي تعيق حركة السفن، أو نشر ألغام بحرية بكثافة تجعل من الصعب على السفن التجارية تجاوزها.

اقرأ أيضاً.."داعش" يهدد أوروبا انتظرو "خلايا التماسيح"

وتعتبر حادثة واحدة فقط يمكن أن تجيب على ما إذا كانت طهران قادرة على تحمل عواقب أي عمل يشكل خطرًا على السفن الحربية أو التجارية في الخليج العربية.

ففي 14 أبريل عام 1988، كانت فرقاطة الصواريخ الموجهة الأميركية "يو إس إس صامويل روبرتس" تبحر خلال مهامها في حماية ناقلات النفط ضمن مهمة أطلق عليها "إرنست"، قبل أن تصطدم بلغم بحري أحدث انفجارا كاد أن يغرق الفرقاطة بعد أن أحدث ثقبا بقطر 4.5 متر في هيكلها.

وتمكنت البحرية الأميركية من إنقاذ الفرقاطة وسحبها، لكن عملية بحث أكدت أن الأرقام المتسلسلة على الألغام التي عثر عليها تشير إلى أنها إيرانية، لتبدأ خلال 4 أيام فقط.

اقرأ ايضاً.. شاهد لحظة دخول انتحارى سريلانكا وتفجير أحد فنادقها

وأنطلقت العملية العسكرية في 18 أبريل عبر مجموعة من السفن الحربية الأميركية السطحية، بالإضافة إلى قوة جوية من حاملة الطائرات "يو إس إس إنترپرايز"، والطراد "يو إس إس تركستون".

ومع نهاية العملية، كانت البحرية الأميركية وقواتها الجوية دمرت منشآت بحرية واستخباراتية إيرانية على منصتي نفط، وأغرقت على الأقل 3 زوارق سريعة إيرانية مسلحة وفرقاطة واحدة وزورق هجومي، كما أصيبت الفرقاطة الإيرانية سابالان في العملية، لتفقد إيران نصف الأسطول العملياتي في هذه المعركة، كما قتل في الاشتباكات 55 عنصرا في البحرية الإيرانية.

وكانت هذه المعركة واحدة من 5 اشتباكات بحرية كبيرة خاضتها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، وتتضمن معركة "چومونچين چان" أثناء الحرب الكورية، وحادثة خليج تونكين ومعركة دونك هوي أثناء حرب ڤيتنام، والاشتباكات في خليج سدرة الليبي عام 1986.

عملية "فرس النبي"وبينما كانت العملية "فرس النبي" درساً عسكريًا للنظام الإيراني، فإن حادثاً وقع في عام 1986 لم يكن كافيا لتحذير الإيرانيين.

في أكتوبر الماضي قصفت إيران "سي أيل سيتي" ناقلة النفط الأميركية التي كانت ترفع العلم الكويتي، وهو ما استدعى تنفيذ البحرية الأميركية لعملية أطلقت عليها "الرامي الرشيق"، دمرت خلالها منصتي نفط لإيران.

ومنذ ذلك الحين، والتهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز لا تتعدى الألفاظ، في حين يضع القادة الإيرانيون في اعتبارهم "فرس النبي" كنتيجة غير مرغوبة لأي عمل قد يقدمون عليه في مياه الخليج العربي الذي قد يتسبب في حرب، هي آخر ما يريدونه في ظل وضع اقتصادي متدهور وتململ شعبي في الداخل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً