"النحاس" معدن له بريق يخطف الأبصار يضاف إلى الذهب وفي العصور الوسطي كان يدخل في تصنيع الدروع الحربية وبعض الآلات الموسيقية، وتحتفظ أغلب العائلات المصرية ببعض الأواني النحاسية وتتوارثها أجيال، وكان للنحاس دائما سوق مخصوص يتم فيه التصنيع والبيع والشراء وتبييض النحاس.
أقدم مبيض نحاس
في شارع "الروبي" شرق مدينة الفيوم التقى "أهل مصر" بأحد مبيضي النحاس، "عويس محمود" تجاوز عمره الستين عاما، يجلس داخل محل لا يتعدي ثلاثة أمتار على جانب الطريق المار بمقام سيدي "علي الروبي" في الأزقة الضيقة يلمّع بعض الأواني البسيطة التي لا يزال محتفظا بها.
أقدم مبيض نحاس
في شارع "الروبي" شرق مدينة الفيوم التقى "أهل مصر" بأحد مبيضي النحاس، "عويس محمود" تجاوز عمره الستين عاما، يجلس داخل محل لا يتعدي ثلاثة أمتار على جانب الطريق المار بمقام سيدي "علي الروبي" في الأزقة الضيقة يلمّع بعض الأواني البسيطة التي لا يزال محتفظا بها.
أقدم مبيض نحاس
ملوك تبييض النحاس
يقول "عويس محمود": ورثت مهنة تبييض النحاس منذ 50 سنة عن أبويا وأجدادي بنفس الورشة اللي موجودة من اكتر من 80 سنة كانت حرفه ورثناها ابا عن جد كنا ملوك تبييض النحاس فحافظت بشكل كامل على نسقها والتزامها بأدواتها على الرغم من التطور البسيط الذي طرأ عليها كدخول النار بالدرجة الأولى والمواد المنظفة القوية ولا تزال هذه المهنة موجودة وتقاوم الانقراض رغم استخدام الاستانلس والألمنيوم وغيرها من المعادن الرخصية وسهلة الاستخدام والتنظيف بدلاً من النحاس.
أقدم مبيض نحاس
وتابع: الأواني النحاس على اختلاف أنواعها كانت جزء اساسي من مراسم الزواج لجميع الطبقات، فمنها ما كان يستخدم في طهي الطعام ومنها ما كان مخصصا لغسيل الملابس، ومنها ما كان يستخدم في غسيل الأيدي، ويقاس مدى ثراء الأسرة أو فقرها بعدد أواني النحاس اللي يمتلكوها، واقترب سعر النحاس في الخمسينيات من سعر الذهب.
أقدم مبيض نحاس
اقرأ أيضا.. مراحل طلاء النحاس يدويًا بإحدى ورش خان الخليلي
"عويس" مبيض النحاس، أشار إلى حبه للمهنة منذ الصغر رغم مشقتها فهي تحتاج لمجهود بدني وعقلي وإصرار على الاستمرار فيها على الرغم من عزوف معظم الناس عن استخدام الأواني النحاسية في المطبخ بعد التطور الهائل في صناعة أدوات المطبخ والتخلي عن النحاس نهائيا.
أقدم مبيض نحاس
القصدير بدلا من الرمل الحجري
واوضح أن تنظيف النحاس يستغرق وقتاً وجهداً كبيرين وله خطوات، حيث تطورت طريقة معالجة الآنية النحاسية، فدخل القصدير حديثا عوضاً عن الرمل الحجري ودخلت إليه النار بواسطة "الجاز" بدل الفحم، ودخل "الأسيد" كمادة منظفة حتى الوصول إلى البريق واللمعان الذي يخطف الأبصار.
أقدم مبيض نحاس
وأضاف: تبدأ عملية تنضيف الأواني النحاسية بوضعها على النار ثم يوضع بداخلها الرمل وتفرك بقطعة من الجلد بواسطة القدمين لحين التخلص من الصدأ والأوساخ العالقة بها، ثم يدعكها مبيض النحاس بقدميه بحركة دائرية منتظمة إلى أن يلمع النحاس وتُزال من فوقه الطبقة الخضراء، ثم يذيب مادة القصدير مع النشادر ويفرك داخل الوعاء بواسطة قطعة من القطن.