شهد البلد الواقع في أمريكا الجنوبية، فنزويلا، اليوم، تطورات جسام بخصوص أزمتها السياسية التي تواجهها منذ مطلع يناير الماضي، إذ أعلن زعيم المعارضة خوان جوايدو انضمام قوات عسكرية له في مسعى إسقاط الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، الأمر الذي اعتبرته حكومة مادورو "انقلابا عسكريا" وتوعدت بمواجهته.
وحذر قائد الجيش الفنزويلي، الجنرال فلاديمير بادرينو، الذي يتولى كذلك منصب وزير الدفاع، في كلمة للقيادة العسكرية العليا من وقوع ما وصفه "حمام دم" في البلاد، إثر هذه التطورات، مؤكداً دعمه مادورو، وفق ما أوردت "فرانس برس"، محملاً المعارضة "مسؤولية أي عمل عنف أو موت أو سفك دماء".
اقرأ أيضاً: لحظة دهس مدرعة عسكرية متظاهرين في فنزويلا (فيديو)
وينظر إلى القوات المسلحة في فنزويلا على أنها العنصر الحاسم في الصراع السياسي الدائر في البلاد، ويسعى طرفا الصراع لضمها إلى جانبه.
عسكريون ينضمون للمعارضة
ودخلت فنزويلا، اليوم، مرحلة خطيرة في أزمتها السياسية المتفاقمة منذ عدة أشهر، إذ أعلن زعيم المعارضة في فنزويلا، خوان جوايدو، أن قوات من الجيش ستعمل مع المعارضة من أجل إسقاط حكم مادورو، داعيا إلى "انتفاضة عسكرية" ضد الأخير.
اقرأ أيضاً: فنزويلا تنفي مزاعم انقلاب الجيش على "مادورو" وتتهم أمريكا بإثارة أحداث العنف
وأدلى جوايدو بهذه التصريحات خلال فيديو سجله في قاعدة عسكرية في العاصمة كاراكاس، وظهر فيه محاطا بعدد من العسكريين، حيث قال جوايدو، الذي أعلن نفسه في يناير الماضي، رئيسا لفنزويلا، إن حكم مادورو دخل مرحلته النهائية، مضيفاً "اتخذت القوات المسلحة القرار الصحيح، ويمكنها الاعتماد على دعم شعب فنزويلا، ودعم دستورنا".
تحرك عسكري
وفي المقابل، تحركت حكومة مادورو عسكريا وسياسيا، إذ اندلعت مواجهات في محيط القاعدة بين العسكريين المؤيدين للمعارضة وأنصارها من جهة، والقوات الموالية للحكومة من جهة أخرى.
اقرأ أيضاً: أول تعليق إيراني على المواجهات المسلحة في فنزويلا
وقال وزير الإعلام الفنزويلي، خورخي رودريجيز، على "تويتر" إن الحكومة تواجه مجموعة صغيرة من العسكريين الذين يسعون لتشجيع الانقلاب على حكومة مادورو.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أرييسا، إن حكومة بلاده سترد لوقف العنف وضمان السلم في البلاد، في إشارة إلى التحرك العسكري في محيط قاعدة "لا كارلوتا".
وبدوره، أصر كارلوس فيتشيو، مبعوث جوايدو إلى واشنطن، على أن الأحداث التي وقعت في بلاده ليست انقلابا بقيادة الجيش، حيث قال فيتشيو للصحفيين خارج سفارة فنزويلا بواشنطن "أريد أن أكون واضحا جدا للمجتمع الدولي، هذا ليس انقلابا عسكريا، ولكنهاعملية دستورية يقودها الشعب الفنزويلي تحت قيادة مدني، وهو الرئيس المؤقت لفنزويلا خوان جوايدو"، مضيفاً :"نحن نستخدم قوة الجيش لدعم الدستور"، داعيا ضباط الجيش إلى دعم المتظاهرين.
وفي سياق منفصل أعلنت شركة مترو كاراكاس التى تشغل خدمة المترو اليوم الثلاثاء، أنها أوقفت الحركة على ثلاثة من خطوط تشغيلها الأربعة وذلك لأسباب أمنية ولحين اشعار آخر بعد ما تردد من أنباء عن وقوع انقلاب.
ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك عن الشركة قولها، في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نحيط مستخدمي خطوطنا علما بأنه ولأسباب أمنية توقفت الحركة على ثلاثة من خطوط مترو كراكاس الأربعة لأسباب أمنية ونعتذر للإزعاج الذي سببناه".
وعلى الصعيد الدولي، أكد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل أنه متمسك بموقفه الحيادي حيال الوضع في فنزويلا،قائلاً، في مؤتمر صحفي أوردته شبكة (سي إن إن) الأمريكية: "كما كان الوضع سابقًا، أنا ملتزم بدستورنا، لا تدخل، وندعوا لحلول سلمية للصراعات، ولن نتدخل في هذه القضايا"، مضيفاً: "موقفنا جلي للغاية، نريد أن يكون هناك حوار من أجل احترام حقوق الإنسان وعدم حدوث عنف في كل بلد، ولكننا لن نتدخل".
وتأتي هذه التطورات قبل يوم من تظاهرات مرتقبة دعت إليها المعارضة ضد حكم مادورو.
ومنذ يناير الماضي، تشهد فنزويلا أزمة سياسية حادة، بعدما أعلن جوايدو نفسه رئيساً مؤقتا للبلاد، إثر رفض المعارضة نتائج الانتخابات التي أعلن فيها مادورو فوزه، وقال إن الأمر غير شرعي، وبعد ذلك، توالت عشرات الدول على الاعتراف بجوايدو رئيسا للبلاد، وكانت أولها الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على نظام مادورو.