أصبح العالم يقبل بشراهة على المضادات الحيوية خاصة في الفتر ة الأخيرة، مما أنتج عشوائية في تناولها وعليه عزفت الشركات العالمية عن الإنتاج مما يتسبب في خطورة شديدة وتكاثر الفيروسات والميكروبات التي تهدد صحة الإنسان.
كشف الدكتور محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، أن منظمة الصحة العالمية في عام 2018 أطلقت تقرير موسع عن سوء استخدام المضادات الحيوية وهناك اشكالية في انتاجها وتصنيعها لأن العالم أصبح مُطالب بإنتاج مضادات جديدة لأن الفيروسات والبكتيريا الجديدة لديها خط دفاع أمام المضادات وجعلتها بدون فائدة بسبب تطورها وبالتالي خصائصها تتغير والأدوية التي تم إنتاجها في الستينيات والسبعينيات غير متوافقة مع الفيروسات، بل وأرسلت خطابات للحكومات لتشجيعها على انتاج وتطوير المضادات الحيوية.
وأشار "فؤاد"، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إلى أن منظمة الصحة العالمية كشفت أن الشركات توقفت عن انتاج المضادات الحيوية لأن هذا يمثل خطرًا على الشعوب والإنسانية، وبعدها بدأت المجلات العالمية ومنها "نوتشر" أهم دورية طبية في العالم و "ذا لانسيت" أهم دورية انجليزية توضح عزوف شركات المالتي ناشيونال عن الدخول في سوق المضادات الحيوية بسبب عدم وجود جدوى اقتصادية لأنها ترغب أولاً وأخيرًا في الربح، وهنا يجد إشكالية حقيقية.
وأضاف المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، أن سوق المضادات الحيوية في مصر حقق 5مليار و400 مليون جنيه، لأن عند الذهاب لاي طبيب الشكوى من مرض ما يتم الاستسهال في وصف الأدوية وكتابة المضادات الحيوية، وبالتالي هناك عشوائية وفوضى في ذلك واتهام عدد من الأطباء في التعاون مع شركات، موضحًا أن العالم وصل لنقطة خطيرة ومنها ظهور ميكروبات وفيروسات جديدة كأنفلونزا الطيور والخنازير وفيروس نقص المناعة "الإيدز"، بالإضافة إلى وجود حرب بيولوجية في العالم على مدار التاريخ عن طريق انتشار الأوبئة، مثل فيروس سارس الذي ظهر في الصين وتم الاعتقاد بأن العالم الأوروبي الأمريكي أطلق الفيروس لإيقاف خطط التنمية لوصولها 8%، ومن ثم اتهمت أمريكا الصين بزرع الجمرة الخبيثة بها، وهنا إنتاج المضادات الحيوية التي تتصدى مع هذه الفيروسات هي المهمة لانها خط الدفاع الأول عن الإنسان، مؤكدًا أهمية وجود احتياطي يكفي من المضادات الحيوية كي يتم تخزينه.