تشهد محافظة إدلب منذ أسبوعين تصعيدا عسكريا واسع النطاق من قبل الجيش السوري وروسيا، ما دفع بمنظمات إغاثية دولية عديدة إلى وقف نشاطها في المنطقة، وفق الأمم المتحدة، وعلقت منظمات إغاثية عدة، بينها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أنشطتها في مناطق تشهد تصعيداً في القصف بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، وفق ما أفادت الأمم المتحدة. ويتعرض ريف إدلب الجنوبي مع مناطق محاذية له في محافظات أخرى، لقصف كثيف منذ نهاية نيسان/ أبريل الماضي، تشنّه قوات النظام مع حليفتها موسكو مع أن المنطقة مشمولة باتفاق "وقف التصعيد" بين روسيا وتركيا الذي تم التوصل إليه العام الماضي.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن "بعض المنظمات علّقت أنشطتها بعدما دُمرت مقارها أو طالتها الأضرار أو باتت غير آمنة". كما اتخذت منظمات أخرى قراراً بوقف الأنشطة حفاظاً على سلامة العاملين معها أو حتى نتيجة نزوح السكان بشكل كامل في مناطق معينة.
ومنذ الثامن من أيار/ مايو، علّق أكثر من "16 شريكاً في العمل الإنساني عملياتهم في المناطق المتأثرة بالنزاع"، وفق مكتب الشؤون الإنسانية الذي أشار إلى تقارير حول مقتل خمسة عمال إغاثة نتيجة الغارات والقصف المدفعي.من جهته، أفاد برنامج الغذاء العالمي عن "تعليق توزيع المساعدات لنحو 47 ألف شخص في قرى وبلدات في جنوب وغرب إدلب نتيجة تعرضها للقصف"، مشيراً إلى أن بعض المتعاونين مع البرنامج اضطروا أيضا إلى النزوح وآخرون أصيبوا بجروح. ودعا البرنامج العالمي كافة أطراف النزاع إلى توفير إمكانية وصول أمن لشركائها الإنسانيين لبلوغ عائلات لا تزال عالقة بين النيران.