المنطقة تعيش حالةً من الاحتقان غير مسبوقة، وأصبحت احتمالات الحرب في الخليج كبيرة ليس فقط بين إيران وامريكا بل ايضاً بين دول الخليج وإيران التي أصبحت تمارس أعمال استفزازية ضد دولتي الإمارات والسعودية، فهل ستكون ميناء الفجيرة الشرارة التي تشعل فتيل الحرب في منطقة الخليج؟
ففي صباح اليوم الاثنين أعلنت وزارة الطاقة السعودية عن تعرض 4 سفن لهجوم تخريبي كما وصفته قرب ميناء الفجيرة الإماراتي، كانت من بينها سفينتان سعوديتان.
اقرأ أيضاً.. الإمارات: المساس بسلامة حركة الملاحة البحرية يعتبر تهديدا للأمن والسلامة الدولية
لماذا تشير أصابع الاتهام إيران في ميناء الفجيرة؟
ما أكد أن ايران وراء تلك الأعمال الاستفزازية الغير مسؤولة هو أن قناة الميادين التابعة لحزب الله أول من نقل الخبر بالهجوم التخريبي في ميناء الفجيرة.
وأكدت الميادين أنه تم تطويق المنطقة التي وقعت فيها الانفجارات في ميناء الفجيرة، وإن النيران اشتعلت في عدد من ناقلات النفط التي كانت راسية في الميناء وعددها بين 7 و10، حتى أن القناة الإيرانية نقلت أرقام وأسماء الناقلات التي تعرضت لهجوم وكان من بينها ناقلات من طراز SuperTanker وهي ناقلة النفط "المرزوقة" وناقلة النفط "الميراج" و "المجد" وناقلة النفط "الأميجال" وناقلة النفط "خمسا 10".
وقالت صحيفة "بلوج لوج" الأمريكية أن هذا خير دليل على تورط إيران في تلك الاعمال تخريبية في ميناء الفجيرة.
اقرأ أيضاً.. بومبيو يلغي زيارته إلى موسكو.. تفاصيل
ماذا يحدث في الخليج؟
قبل تلك الحادثة في ميناء الفجيرة سبق وإن توترت العلاقات بشكل كبير في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، حيث أرسلت واشنطن حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" وقاذفات من طائرات "بي 52" والمزيد من بطاريات صواريخ باتريوت إلى منطقة الخليج، رداً على تهديدات إيرانية للمصالح الأمريكية في المنطقة.
وقد هدد الحرس الثوري باستهداف السفن الحربية الأمريكية في حال مهاجمة إيران، بينما قال الجيش الأمريكي إنه يعتقد أن إيران نشرت صواريخ بالستية قصيرة يمكن إطلاقها من زوارق صغيرة في الخليج.
وفي وقت سابق، هددت جماعة الحوثي اليمنية بضرب أهداف في الإمارات رداً على العمليات التي تقوم بها قوات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.
ويقع ميناء الفجيرة خارج مضيق هرمز مباشرة، وهو من أكبر موانئ تزويد السفن بالوقود في العالم، والمضيق ممر مائي حيوي لعبور شحنات النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.
اقرأ أيضاً..السعودية تدين الاعتداء على السفن الإماراتية
رسائل إيران بشأن تفجيرات ميناء الفجيرة؟
قالت الصحيفة الأمريكية أن إيران تهدف من خلال هذه العملية الرد على عقوبات واشنطن بإرسال رسائل توحي بأن السفن والمنشآت التي تقع خارج مضيق هرمز ستكون ضمن قائمة الأهداف.
واكدت الصحيفة أنه بالرغم من إنكار إيران علاقتها بالحادث إلا أنها بما حدث أطلقت أول شرارة للحرب الإقليمية باستهداف سفن راسية في ميناء الفجيرة، وإيران صاحبة سوابق حيث فعلت هذا منذ 8 سنوات خلال حرب العراق.
ماذا عن التهديدات بشأن إغلاق طريق هرمز؟
عبر هذا الممر البحري، يتم نقل 30 % من النفط الخام العالمي، فهذا الممر البحري يبلغ عرضه فقط نحو 40 كلم، وحاملات النفط الكبيرة لا تمر إلا من بعض المواقع المحددة في الممر الذي يمكن وضع بعض الألغام لشل حركة النقل فيه، وفي حال لجأت إيران لإغلاقه، فإنه لا يمكن تفادي الحرب، ومن المشكوك فيه أن تلجأ طهران إلى مثل هذا العمل، لأن هذا لن يضر الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، بل جميع الدول المصدرة للنفط على للخليج.
اقرأ أيضاً..أول تعليق من إيران على اعتداءات الفجيرة في الإمارات
اجتماع طارئ في بروكسل بعد هجوم الفجيرة
وفي سياق متصل، ألغى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مروره بموسكو يلتقي نظراءه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا لبحث الملف الإيراني في بروكسل.
ويتمتع ميناء الفجيرة بموقع استراتيجي يتيح للإمارات تصدير النفط من دون المرور بمضيق هرمز، وبالتالي ضمان حركة التصدير في حال حصول اي توترات اقليمية.
وأرسلت الولايات المتحدة سفينة هجومية وبطاريات صواريخ باتريوت إلى الشرق الأوسط لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز "بي-52" أُرسلت سابقا إلى منطقة الخليج.
وكانت الدول الأوروبية قالت الأسبوع الماضي إنها تريد الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني وترفض "إنذارات" طهران، بعدما قلصت الجمهورية الإسلامية التزاماتها المتعلقة بالبرنامج النووي وهددت باتخاذ خطوات قد تشكل انتهاكا للاتفاق الذي وقعته مع القوى العالمية عام 2015.
وجاء تحرك إيران ردا على العقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن في أعقاب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران قبل عام.
ارتفاع أسعار النفط بعد تفجيرات ميناء الفجيرة
بسبب تفجيرات ميناء الفجيرة ارتفعت أسعار النفط، كما تراجعت أسهم الشركات الإماراتية والسعودية بفعل الهجوم، حيث بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 71 دولاراً للبرميل، مرتفعة 38 سنتاً أو 0.5% مقارنة مع سعر الإغلاق السابق، وفقاً لوكالة بلومبرج الأمريكية.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 61.73 دولار للبرميل، مرتفعة سبعة سنتات أو 0.1% مقارنة مع سعر التسوية السابقة.
وتُعد والسعودية والإمارات في المركز الأول والثالث بين أكبر المنتجين على الترتيب في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، كما أن تصاعد التوترات في الشرق الاوسط بالإضافة إلى الانخفاض الحاد في إمدادات النفط من فنزويلا وإيران، سيظلان يدفعان أسعار النفط للصعود.
وقالت الوكالة الأمريكية إن مؤشر السعودية الرئيس "تأسي" تراجع بنسبة 0.96% أو 83.2 نقطة إلى 8591.60 نقطة، بهبوط أسهم 102 شركة وارتفاع أسهم 15 شركة.
وتراجع مؤشر دبي الرئيسي بنسبة 1.5% أو 39.37 نقطة إلى 2590.3 نقطة، وسط هبوط غالبية الأسهم المدرجة،وفي نفس الاتجاه، تراجعت بورصة أبوظبي بنسبة 1.15% إلى 5039.2 نقطة.