كعادته يخرج "أمير" الطفل صاحب العشر سنوات من بيت أهله في منطقة أبو النمرس، لكي يباشر عمله في رعاية الأغنام التي يملكها رجب، حيث يركب "الحمار" ويسير مع القطيع حتى يصل إلى "العشة" على أطراف الأرض الزراعية.
وفي يوم الثلاثاء الماضي، تفقد "رجب. ك" 24 عاما، القطيع فاكتشف ضياع 3 من خرافه، وأمسك بالطفل وأوثقه بالحبال وتعدى عليه بالضرب مستخدماً "خرزانة"، لشكه أن الطفل ساعد شخصا ما على سرقته، واشتد في الضرب حتى سقط الطفل جثة هامدة.
يضربه دون توقف
"أهل مصر" رصد شهادات الجيران، وقال "سيد" أحد جيران الضحية: "يوم الواقعة حدثت مشاجرة بين الراعي والطفل بسبب اختفاء ثلاث من الأغنام التي كان يرعاها الطفل واعتقاد رجب أنه يعرف مكانها، وأنه اشترك مع آخر في سرقته، وبعد دقائق سمعنا صوت استغاثة "الطفل" ، وأسرعنا نحو العشة بجوار الزراعات، مصدر الصوت، فوجدنا راعى الغنم ممسكًا بالطفل "أمير"، يضربه دون توقف.
وأضاف سيد: تدخل الأهالي محاولين إنقاذ الطفل ولكن الراعي صدهم قائلا إنه ابنه ويريد تربيته، وبعد لحظات خرج من العشة يحمل الطفل على ذراعيه فاقدا للوعي مسرعا به إلى أقرب مستشفى ولكن الطفل فارق الحياة.
اقرأ أيضا: حفلة تعذيب وكي بالنار.. القصة الكاملة لـ محامي بولاق المتهم بقتل زوجته أمام أطفالها
وأضاف الشاهد: رجب يعمل في رعي الأغنام من عدة سنوات وتوارثها عن والده وهي كل ما يملكه في الحياة "دي رأس ماله" وإن الطفل يعمل معه ويساعده في رعي الأغنام منذ فترة، ولم يسبق له أن اختفت منه أغنام أو ماعز من قبل، وتابع أنه أراد إنقاذ الضحية بعد اعتدائه عليه وحمله إلى مستوصف خيري بقرية منيل شيحة على أمل إنقاذه لكنه كان قد فارق الحياة.
ابني وبربيه
وأخذ "جميل" أحد جيران الضحية، طرف الحديث، وقال: أثناء مروري بجوار عشة "رجب"، وجدت الطفل موثق الأيدي، وراعي الغنم يعتدي عليه بالضرب، تدخلت لنجدته ولكن نهرني قائلا إنه ابنه وهذه طريقته في تربيته.
ويكمل "جميل": بعد وقت قصير سمعنا صوت صراخ لسيدة تقول من أمام مستوصف طبي بالطريق "الراعي قتل ابني"، وعرفنا أنها والدته، وحضرت الشرطة وتمكنت من ضبط جميل".
البداية عندما تلقى قسم شرطة أبو النمرس بلاغا من الأهالي بضبط شخص عقب قيامة بإلقاء جثة لطفل بمدخل مستوصف عباد الرحمن الخيري، وتمكن ضباط القسم من ضبط "رجب"، واستمع ضباط القسم لأقوال مدير المستوصف، وقرر أنه تمكن بمساعدة الأهالي من ضبط "رجب" عقب إلقائه جثة الطفل "أمير" بمدخل المستوصف.
وبمواجهة المتهم قرر أن المجني عليه يعمل طرفه في رعاية الأغنام، وأنه اكتشف اختفاء 3 أغنام من داخل الحظيرة فقام بتوثيقه والتعدي عليه بالضرب باستخدام عصا خشبية إلا إنه فوجئ بوفاته وتوجه به إلى المستوصف أملاً في إنقاذه.