هل يجب أن تأخذ السعودية والإمارات تهديدات إيران على محمل الجد الآن، نعم فقد بدأ الأمر بتهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني بإغلاق مضيق هرمز أمام صادرات النفط العربية كرد فعل على صلابة الولايات المتحدة ضد إيران، لأنها في الحقيقة إحدى الجولات التي تضر بمصالح الخليج العربي لأن هذا النفط هو المصدر الرئيسي لاقتصاد تلك الدول الخليجية.
هذه التهديدات تفتح جبهة جديدة ضد السعودية والإمارات والكويت، بالإضافة إلى ذلك ، فإنهم يكملون خطة إيران لضرب المصالح الخليجية وجبهة أخرى للنزاع العربي الإيراني ، كما في حرب اليمن الحالية، كما يأتي في سياق محاولة إيران منع السعودية من الجنوب بالسيطرة على مضيق باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
لهذا السبب تتدخل مصر في هذا الصراع ، لأن الوجود الإيراني في باب المندب يهدد بدخول قناة السويس ومغادرتها،هذا على الرغم من التناقض بين السلوك الإيراني واتفاقية القسطنطينية، التي تضمن حرية الملاحة لقناة السويس منذ عام 1888.
وفي سياق متصل قال "عبد العزيز عثمان" المحلل في شئون الشرق الأوسط والمختص في الشأن الاقتصادي الخليجي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن إيران تعلم جيدًا أن الجزء الأكبر من نفط الخليج يذهب إلى شرق وجنوب شرق آسيا، وأن حصة كبيرة أخرى تتجه إلى البحر المتوسط عبر خطوط أنابيب من العراق السعودية،لكن الجزء الأكبر من هذا النفط يذهب إلى آسيا عبر مضيق هرمز الذي يخضع لسيطرة إيران، على الرغم من أن الجانب الآخر من هذا المضيق يطل على الإمارات.
واضاف أنه منذ فترة كبيرة اتخذت الامارات حذرها وانشأت ميناء الفجيرة حيث قامت ببناء خط أنابيب لنقل نفطها من أبو ظبي إلى الفجيرة، على خليج عمان، للوصول إلى المستوردين في آسيا وأماكن أخرى للابتعاد عن مضيق هرمز، وهذا ما تحاول أن تسلبه إياها إيران الآن، لتكون تحت وطأتها ككارت أخير للحماية من الهجمات الأمريكية المحتملة بعد نشر القوات الأمريكية في الخليج العربي.
وأكد "عثمان" أن الخطة الإيرانية تركز على توجيه عدة ضربات إلى السعودية وتلك البلدان التي تحبط خطتها، والنفط هنا هو الوسيلة التي تحاول طهران من خلالها ضرب الدول العربية التي تعارض خطتها في عودة الحلم الفارسي، خاصة السعودية والإمارات ومصر.
كيف تجر إيران السعودية لحرب؟
قال "عثمان" أن عملية اليوم رسالة للقوات الامريكية القادمة الى منطقة الخليج وهي رسالة بان السعودية اليوم امام مرمى اسلحتنا ولن يستطيع الاسطول الامريكي حمايتها الذين استخدموا كل الاسلحة الامريكية لاستهداف اليمن والتي بائت بالفشل حيث لم يستطيعوا تحقيق بنك الاهداف الذي كانوا قد وضعوه خلال الفترة الماضية.
وكانت السعودية إن طائرات بلا طيار محملة بالمتفجرات أصابت محطات ضخ النفط في منطقة الرياض يوم الثلاثاء فيما وصفته بأنه عمل إرهابي بعد يومين من تخريب ناقلات النفط السعودية قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن الهجومين الأخيرين هددا إمدادات النفط العالمية وأثبتا ضرورة مواجهة "الجماعات الإرهابية التي تقف وراء مثل هذه الأعمال المدمرة" بما في ذلك ميليشيات الحوثيين التي تدعمها إيران في اليمن.
قال مسؤول أمريكي مطلع من المخابرات الأمريكية وفقاً لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن إيران كانت المشتبه به الرئيسي في أعمال التخريب التي وقعت يوم الأحد رغم أن واشنطن ليس لديها دليل قاطع.
اقرأ ايضاً.. نيويورك تايمز: أمريكا تدرس تحصين تواجدها ضد استفزازات إيران بـ120 ألف جندي
وقال سفير الولايات المتحدة في السعودية إن على واشنطن أن تأخذ ما أسماه "استجابات معقولة أقل من الحرب" بعد أن حددت من يقف وراء الهجمات بالقرب من الفجيرة.
وقال السفير جون أبي زيد للصحفيين في العاصمة السعودية الرياض في تصريحات نشرت يوم الثلاثاء "نحتاج إلى إجراء تحقيق شامل لفهم ما حدث ولماذا حدث ومن ثم التوصل إلى ردود معقولة قبل الحرب"، مضيفاً ليس في مصلحة إيران، وليس في مصلحتنا، وليس من مصلحة السعودية أن يكون هناك صراع.
-هل الاعتداء على ناقلات النفط الخليجية له علاقة بالعقوبات الأمريكية على إيران؟
كشفت مجلة التايم البريطانية أن ماحدث أمس واليوم في الامارات والسعودية من استهداف ناقلات النفط في الدولتين جاء بعد اشتعال التصريحات بعد بين امريكا وإيران، والذي أسفر عن التواجد العسكري الأميركي في المنطقة.
وقالت المجلة البريطانية أن القوات الأميركية تلقت معلومات استخبارية بأن إيران تحاول ان تلحق الضرر بالقوات الأميركية المتمركزة في منطقة الخليج ومصالحها، وان ما حدث هو اول الرسائل التي تصدق ظن تلك المعلومات الاستخبارية.
وأكدت الصحيفة أن "عراب"الشرق الاوسط "جون بولتون" يضع ترامب ترامب أمام الحرب مع إيران ولكن من خلال دول الخليج للحرب عنه بعد تهديد مصالحهم بشكل شخصي، ولا أحد يعلم حتى الآن مع من يعمل حقيقة "جون بولتون".
واشارت المجلة أن ماتحمله الأيام المقبلة سيكون أكبر مما نتخيل جميعاً فمن الواضح أنه إذا لم تطرق امريكا أبواب الحرب ستطرقها إيران.
هل إسرائيل تحرك المياه الراكدة؟
في سياق متصل، وفي رواية أخرى قال موقع برافادا الروسي إن إسرائيل كانت وراء عملية تخريب السفن التجارية الأربعة التي وقعت قبل أيام قرب ميناء الفجيرة الإماراتي، وهي من ساعدت القوات الحوثية اليوم في ضرب محطات النفط السعودية، لتأمين عملية نشر القوات الأمريكية في المنطقة بما يخدم مصالحها خاصة مع قرب اعلان صفقة القرن.
وكأن إيران تستعد لوقف نقل النفط في المنطقة، مضيفاً أن مصلحتها أن تنجر السعودية لحرب مع إيران للضغط الأمريكي عليها بشأن صفقة القرن.
وكان وزير إسرائيلي حذر من هجمات إيرانية مباشرة أو بالوكالة على إسرائيل إذا تصاعدت المواجهة بين طهران وواشنطن.
والتزمت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصمت، إزاء التوترات المتصاعدة، وتؤيد الحكومة الإسرائيلية موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتشدد تجاه إيران، إلا أن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، خرج عن هذا الصمت، وقال لتلفزيون "واي نت" إن "الأوضاع تحتدم في الخليج"، وذلك وفقا لوكالة "رويترز".
وأضاف شتاينتز، وهو عضو في المجلس الأمني المصغر: "إذا اشتعلت الأوضاع بشكل ما بين إيران والولايات المتحدة أو بين إيران وجيرانها فأنا لا استبعد أن يؤدي ذلك إلى تفعيل دور حزب الله والجهاد الإسلامي من غزة أو حتى أن يحاولوا إطلاق صواريخ من إيران على دولة إسرائيل".
وقد أرسلت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة حاملة الطائرات أبراهام لنكولن إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى قاذفات من طراز بي-52، كما قررت في وقت لاحق إرسال السفينة الحربية أرلنغتون إلى المنطقة.
وجاء ذلك بعدما تحدثت الإدارة الأمريكية عن خطط إيرانية محتملة لشن هجمات على أهداف أمريكية في المنطقة، ووفقا لواشنطن، فإن الهجمات ربما تستهدف مصالح أمريكية في باب المندب، وفي كل من العراق والكويت، بالإضافة إلى استهداف قواعد ودبلوماسيين.