اعلان

في ذكرى ملحمة العاشر من رمضان.. "عم قناوي" يروي بطولات 7 سنوات قضاها في الحرب:"الملايكة كانت معانا على الجبهة".. واصطدنا طائرات العدو "زي العصافير"

تحل اليوم ذكرى انتصار العاشر من رمضان، يوم استرداد أراضي سيناء المحتلة من قبضة العدو الإسرائيلي، وعودتها إلى أحضان مصر، وترصد "أهل مصر"، أبرز قصص بطولات خير أجناد الأرض في ساحة القتال.

تنظر إليه لأول مرة فتعتقد أنه رجلًا كبيرًا ترك الزمن عليه أثره، ولكن بمجرد الاقتراب منه وتبادل الحديث معه، تعلم جيدًا أن الشباب يسكن قلبه والحماس يطبع على نبرات صوته، الذي يبعث الأمل ويشعرك أنه كان وما زال يحارب لوقت قريب.

«عاطف قناوي» أحد أبناء محافظة سوهاج، جندي سابق وبطل من بين الذين شاركوا في حربي الاستنزاف وأكتوبر المجيدة 1973، يبلغ من العمر الآن 71 عامًا، التحق بالجيش وهو ابن الـ19عامًا، أخذه والده من يده وذهب به إلى مكتب التجنيد وكان لم يمض على زواجه سوى 90 يومًا، وضحى بسعادته كزوج جديد وذهب إلى الجيش محملًا بآمال النصر وتحرير الأرض.

مكث «العم عاطف» في منطقة دهشور العسكرية لمدة شهر ونصف يتدرب على الفنون القتالية وعلى أسلحة المدفعية، قبل أن يتحرك ويتم ترحيله إلى الجبهة بالسويس في منطقة «جنيفة»، حيث شاهد قوات الجيش الإسرائيلي تُغير على مصانع البترول المصرية بالذخيرة الثقيلة وتدمرها، ومع ذلك كانت القوات المصرية تدافع وترد ببسالة عليها بمعدات ثقيلة أيضًا، وبعدها تحرك إلى الكيلو 14 بالسويس، وفي ظل الحرب تم وقف إطلاق النار بصورة مؤقتة لمدة 3 أيام، يتذكر: «استمر الكر والفر مع العدو حوالي 6 شهور حتى تم وقف الحرب 3 أعوام بسب موت عبد الناصر.. كانت فرصة عظيمة للتدرب على جميع الفنون القتالية والاستعداد جيدًا لملاقاة العدو». 

يحكي «قناوي» أنه قبل محلمة أكتوبر بأسبوع واحد فقط كان هناك مشروع تدريبي على مستوى الكتيبة، واستمر 20 يومًا، حتى تمركز الجنود في منطقة «الشلوفة»، والتي تبعد عن القناة بحوالي 2 كيلو متر، وهناك لاحظ الجنود تحركات غريبة للقوات المصرية ولكنهم لم يخبرونا عن السبب. 

يضيف «عاطف»: يوم 6 أكتوبر وصل قائد الكتيبة إلى الموقع وبصحبته رئيس عمليات الكتيبة، وجلسوا يشرحون الخطة في مكان جانبي، وبعدها اجتمعا معنا، وأمرونا بالاستعداد وقالوا لنا «الحرب بعد ساعة»، فأخذنا نصيح «الله أكبر» وكانت الأصوات ترن في الصحراء وكأنه زئير الأسود.

يؤكد «بطل الحرب» أنه لأول مرة في خلال 7 سنوات قضاها في الحرب وفي الجبهة يطلب منا أن نفطر هذا اليوم في رمضان، حيث كان الأمر قبل ذلك متروكًا لحرية الجندي، وفي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق بعد الظهر، شاهدنا الطائرات المصرية على مستوى منخفض تتجه نحو القناة بأعداد لا حصر لها، وتمكنت من تدمير قواعد المطارات وإصابة عدد من الأهداف العسكرية للعدو، وحولت القوات سيناء إلى كتلة من جهنم على رأس الأعداء، ولم نشاهد أي رد فعل من العدو وقتها حتى سخرنا من ذلك وأخذنا نردد «عاوزين نسخن مواسير المدافع». 

يواصل «عاطف» حكايته فيقول إن القادة كانوا يخبرونا بالنتائج أولا بأول، وعبرت سريتنا في تمام الثانية فجرًا، حيث عبرت قبلنا الكثير من القوات وعندما عبرنا أخذنا نقبل الرمال ونردد «الله أكبر»، وظللنا نتساءل «فين إسرائيل؟»، مضيفًا أننا كنا نصطاد الطيران الإسرائيلي كـ«العصافير» الذي نصطادها.

وعن ثغرة «الدفرسوار» يقول «عاطف» إننا حوصرنا وتم ضرب الدفاع الجوي التابع للجيش الثالث الميداني، وظللنا في الحصار 4 شهور، حمل كل واحد منا روحه على كفه، وعشنا ظروفًا صعبة حيث كنا نأكل غلال الذرة الشامية ونقوم بطهيها «بليلة»، وكان هناك صعوبة في الحصول على المياه، حيث إننا كنا نسير عشرات الكيلو مترات للحصول عليها.

وعن أصعب الظروف التي مر بها عم «قناوي» ولم ينسها في الحرب، يقول إنه كان في خندق بجوار صديقه وتركه وخرج ليشرب الماء فأصيب بـ«شظية» مزقت أشلائه، أما الغريب حقا والذي لم أعلم بتفسيره إلا بعد رجوعي، أننى وجدت في خندقي ثعبان كبير، أجبرني على الخروج من الخندق فأصبحت ظاهرًا في مرمى العدو، ولكني تمكنت من الاختباء داخل خندق آخر، وبعد وصولي إليه تم تدمير الخندق الأول الذي كنت أختبئ به، وعندما عدت قال لي والدي: «ليس ثعبانا ولكنه ملك من السماء أبعدك عن الموت».

يؤكد «قناوي» أن والده كان سيقيم له عزاء لظنه أنه استشهد ولكن فوجئ برجوعه، وبعد الحرب حصل على وظيفة واستقر في قريتي وأنجب 5 أبناء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً