رمضان شهر الخير والقرآن، دائما يحتاج الناس فيه إلى موعظة من إمام مسجد أو شيخ أزهري، فالمساجد بيوت الله يسلم فيها الإنسان نفسه إلى بارئها ليستمع بكل إنصات إلى ما يقوله الإمام، لذلك يحاول المتطرفون استغلال تدين المصريين وحبهم الفطرى للعمامة الأزهرية أو الموعظة الوسطية.
وزارة الأوقاف فطنت لها لهذا قبل بدء الشهر الفضيل فاتخذت خطوات في تجديد الخطاب الديني والخروج به من القوالب الجامدة إلى مرحلة أكثر انفتاحا وتحررا من ذي قبل.
خطة محكمة ينفذها وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة في سبيل السيطرة على المساجد والحفاظ عليها مبنى ومعنى وخاصة من المتطرفين الذين يتربصون بالناس ليميلوا بعقولهم نحو أفكارهم الدنيئة، فهم يحاولون استعلال كل الوسائل والطريق في سبيل السيطرة على عقول المصريين.
آخر هذه الخطوات التي اتخذها وزير الأوقاف في سبيل تجديد الخطاب الديني وتجديد وسائل الدعوة اعتماده لعدد من الواعظات بوزارة الأوقاف وذلك لأول مرة في تاريخ الوزارة، كما أنه لأول مرة أيضا تم اعتمادهن كمرافقين لبعثة الحج هذا العام، وذلك في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف، والاهتمام بالقضايا التي تمس الواقع المعاصر.
أيضا في وزارة الأوقاف يتم تدريب الواعظات على أحدث الأساليب العلمية المتعلقة بالحاسب الآلى الآلي بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين.
ووصل عدد الواعظات بوزارة الأوقاف حتى الآن 236 واعظة، ورغم أنه عدد قليل إلا أن الوزير أكد أننا نسير وفق خطة وسيتم انتشار الواعظات في جميع المحافظات بشكل تدريجي، مطالبا منهن بذل جهد أكبر لتشكيل الوعي التجديدي.
الوزير أكد، أن هدفنا التوسع في انضمام الواعظات المتميزات كمًا وكيفًا للمشاركة في العمل الدعوي، مطالبا منهن الانتشار داخل مصليات النساء في رمضان لمنع تسلل السلفيات إلى المصليات والاستيلاء على عقول الناس.
اقرأ أيضًا: الأوقاف تحذر من تمكين الأشخاص غير المصرح لهم بالخطابة لأداء صلاة العيد
وفي هذا تقول شادية محمد، الواعظة بوزارة الأوقاف، إننا منتشرون في جميع الملتقيات والمساجد قدر الإمكان تنفيذا لتعليمات وزير الأوقاف، مؤكدا أن الدين يسر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه.
وأضافت لـ«أهل مصر»، أن النساء لهن دور في الدعوة إلى الله كالرجال فقط وهذا ما تعلمناه من أمهات المؤمنين على مر التاريخ والعصور، فالأمر ليس مقتصرا على الرجال فقط وإنما المرأة لها الجزء الأكبر في ذلك.
وعن الدورات التي تقيمها وزارة الأوقاف للواعظات، أكدت شادية أنه أمر لابد منه حيث يجب على الداعية أن يكون متسلحا بأحدث وسائل التكنولوجيا خصوصا في هذا العصر الذي نعيشه، حيث أصبحت وسائل الاتصال الحديثة هي المسيطرة على عقول الفتيات والشباب.
جابر طايع المتحدث باسم وزارة الأوقاف، قال إن الوزارة تخطو خطوات جدية في تنفيذ تكليف الرئيس بتجديد الخطاب الديني، ونحاول في الوزارة دمج الواعظات إيمانا منا بدور المرأة في تقويم المجتمع.
وأضاف طايع في تصريحات لـ«أهل مصر»، أن الوزارة تسعى من خلال ذلك السيطرة على جميع المساجد والملتقيات الفكرية، وأنه هناك تعاون مع التلفزيون المصري للاستفادة من واعظات الأوقاف، وتم توجيه عدد من القوافل الدعوية التي يتزعمها الواعظات إلى عدد من محافظات الجمهورية في مناسبات مختلفة.
وأكد طايع، أن الفترة المقبلة ستشهد دورا أكبر لواعظات الوزارة في جميع المجالات.
وكان قد قال وزير الأوقاف، ضرورة مواصلة ومشاركة الواعظات في قضايا تجديد الخطاب الديني لتوصيل رسالة الإسلام الوسطية وفكره المستنير لكل الناس.
نقلا عن العدد الورقي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
