تحل اليوم ذكرى تولي محمد علي باشا حكم مصر، والذي نجح في تأسيس مصر الحديثة غي جميع النواحي العسكرية والعلمية والإقتصادية والصناعية، حتى أصبحت فترة حكمه لمصر هي الأهم والأكثر فاعلية وتأثيرا على المصريين بعد معاناتهم من الاضطرابات ما قبل 1805، حيثُ تمكن وقتها محمد علي أن يصل لعرش مصر بعد أن بايعه أعيان البلاد واستجدى حبهم ووطد علاقته بهم ليمهد لنفسه وجوده على العرش ، بعد أن ثار الشعب على سلفه، خورشيد باشا.
ومن خلال هذا التقرير نعرض أبرز إنجازاته التي قام بها في فترة حكمه..
محمد علي باشا
ولد محمد علي في مدينة قولة التابعة لمحافظة مقدونيا شمال اليونان عام 1769، لأسرة ألبانية، كان أبوه "إبراهيم آغا" رئيس الحرس المنوط بخفارة الطريق ببلده، كان لوالده 17 إبن وابنه لم يعش منهم سواه، وقد توفيا والدته ووالده وهو بعمر صغير وصار يتيم الوالدين في عمر الرابعة عشر.
مكّنه ذكاؤه الشديد واستغلاله للمواقف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر لكل تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة العثمانية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين.
نهض محمد علي بمصر من الناحية العسكرية، والتعليمية، والصناعية، والتجارية، حتى أن مصر في عهده تغيرت فكريا، فازدهرت فيها الثقافة.. نجح محمد علي في ارسال بعثات تعليمية إلى الخارج ليستفيد بهم في بناء الدولة، مما جعل من مصر دولة قوية للغاية في تلك الفترة اثبتت وجودها أمام العالم خلال تلك الفترة. وبسبب الأطماع والتفريط في الحقوق والمكاسب في كل الاتجاهات إلى أن سقطت دولته في 18 يونيو سنة 1953 م، بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في مصر.
اتجه محمد علي إلى بناء دولة عصرية على النسق الأوروبي، واستعان في مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء أوروبيين، وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي.
اقتصاديًا، قام محمد علي بتنشيط النواحي الاقتصادية لمصر، لأنه كان في حاجة إلى إنماء ثروة البلاد وتقوية مركزها المالي، لكي يحقق الاستقلال السياسي، واستخدم لتحقيق ذلك عشرات الآلاف من العمال المصريين.
صناعيا، بنى محمد علي قاعدة صناعية لمصر، لتوفير احتياجات الجيش، وأنشأ مصانع للغزل والنسيج ومصنعا للجوخ في بولاق ومصنعا للحبال اللازمة للسفن الحربية والتجارية ومصنعا للأقمشة الحريرية وآخر للصوف ومصنعا لنسيج الكتان ومصنع الطرابيش بفوه، ومعمل سبك الحديد ببولاق ومصنع ألواح النحاس التي كانت تبطن بها السفن، ومعامل لإنتاج السكر، ومصانع النيلة والصابون ودباغة الجلود برشيد ومصنعا للزجاج والصيني ومصنعا للشمع ومعاصر للزيوت. كما كان لإنشاء الترسانة البحرية دورًا كبيرًا في صناعة السفن التجارية.