يقول الشيخ محسن السيد، خطيب وإمام بمحافظة الجيزة، ومدير المركز الإسلامي بتنزانيا سابقا، إن المفطرين في نهار رمضان لا يخافون الله عزوجل وإيمانهم ضعيف ومذبذب، ولكننا نحاول كأئمة أن نرشدهم إلى طريق الحق والفلاح ونتحاور معهم قدر المستطاع وهناك بعض المفطرين يستجيبون والبعض الآخر لم نلمس منه أي استجابة.
وأضاف السيد لـ«أهل مصر»: أغلب المفطرين في رمضان يكونون شبابا من المدمنين الذين يتعاطون المخدرات فلا يستطيعون الصيام ولا يستطيعون البعد عن المخدرات، فلذلك نكثف جهودنا الدعوية معهم، ولكننا نؤكد أن الدور الأكبر يكون على الأسرة والأبوين.
وتابع السيد، أن العاصي أحيانا لا يعرف طريق الرجوع إلى الله، فواجب على إمام المسجد أن يأخذ بيده ويساعده على ذلك لأن وظيفة الإمام الأساسية هي تغيير العقول ومساعدة العصاة في العودة إلى الله عز وجل.
وأكد السيد، أن الأخطر من الإفطار في نهار رمضان هو الجهر بهذه المعصية وهذه كارثة كبرى، لدرجة أننى قابلت شخصا يدخن وهو في نهار رمضان ولا يبالى بمن حوله، لذلك الله عز وجل أعد للمجاهرين بالذنب عذابا أليما.
ويقول الشيخ أحمد تركي، من علماء الأوقاف، إن مسألة المفطرين في رمضان تحتاج إلى دراسة والأمر ليس مقتصرا على علماء الدين فقط، وإنما يجب أن يتكاتف الجميع خبراء ودعاة وأسر لمواجهة هذه الظاهرة بالموعظة الحسنة لأن الصيام أحد أركان الإسلام.
اقرأ أيضًا.. شيخ الأزهر: يجب على الزوج تقويم المرأة إذا انحرفت.. والإسلام دين المساواة
وأضاف تركي لـ«أهل مصر»، أن هناك بعض المفطرين لديهم الأعذار الشرعية التى تبيح لهم الفطر كأن يكونوا مرضى أو على سفر أو غير ذلك من مباحات الصيام ولكنهم حتى لا يجاهرون بفطرهم أمام الناس لأنهم عندهم حياء، أما ما نراه اليوم فنجد تبجحا من هؤلاء الذين لا يخافون الله بل ويتباهون بفطرهم في نهار رمضان، مؤكدا أنه يجب أن نفرق بين الحرية الشخصية وبين شيء ثابت من ثوابت الدين.
بدوره قال الشيخ جابر طايع، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، ورئيس القطاع الديني، إن الوزارة ليست جهة تنفيذ أحكام حتى تتعامل مع المفطرين في رمضان، ولكن دورنا إرشادى ودعوى، فنحن نقوم بمخاطبة المفطرين من على المنابر ونسرد لهم الأحاديث والآيات القرآنية حتى يبتعدوا عن ما هم فيه من عصيان.
وأضاف طايع لـ«أهل مصر»، أن الأوقاف وضعت خطة دعوية لشهر رمضان الفضيل تشتمل معظمها على فضائل الأخلاق وأيضا فقه العبادات، مؤكدا أن خواطر التراويح يتحدث فيها الإمام عما يحتاجه المصلون، وخطبة الجمعة أيضا يتحدث الإمام إذا رأى مفطرا فينصحه بالحسنى، لكننا لا نستطيع فعل أكثر من ذلك.
ويقول الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن منهج دار الإفتاء يؤكد أن المجاهرة بالفطر في نهار رمضان لا يدخل ضمن الحرية الشخصية للإنسان، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام، لأن المجاهرة بالفطر في نهار رمضان مجاهرة بالمعصية، وهي حرام فضلا عن أنها خروج على الذوق العام في بلاد المسلمين، وانتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقه في احترام مقدساته.
وأضاف عثمان في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن المفطر فى نهار رمضان عمدا من غير عذر شرعى، إذا كان جاحدا لفريضة الصوم منكرا لها، يعد مرتدا عن الإسلام، أما إذا أفطر فى رمضان عمدا دون عذر شرعى معتقدا عدم جواز ذلك كان مسلما عاصيا فاسقا يستحق العقاب شرعا ولا يخرج بذلك عن دين الإسلام، ويجب عليه قضاء ما فاته من الصوم.
وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن انتشار مثل هذه الظواهر في المجتمعات يكمن سببه الرئيسي في قلة الوعى الديني وقلة الفهم بفوائد الصيام، حيث إن البعض من الشباب والعوام يرى أن الصيام لا فائدة منه وتعذيب للنفس، مستنكرًا هذا الفهم الخاطئ لفريضة الصيام التي تعتبر طهارة روحية وتهذيب للنفس عن كل ما يغضب الله عز وجل.
من جانبه قال الدكتور أسامة الحديدي المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن دور الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية إنما هو دور إرشادي ودعوى وتوعوي فقط، في مثل هذه الأمور وليس دورا تشريعيا في هذه الظاهرة، فالله تعالى يقول «ما على الرسول إلا البلاغ» وقوله تعالى «لا إكراه في الدين».
وأضاف الحديدي في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن الأزهر الشريف يكثف حملاته وندواته في شتى محافظات الجمهورية للتعريف بآداب الصيام وأحكامه، وكذلك تكثيف الخطب والدروس في المساجد حول فقه الصيام.