في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، والتوعية بقضايا الدين والمجتمع وغرس القيم النبيلة والأخلاق الطيبة، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية ، نظمت وزارة الأوقاف علميًّا بعنوان: ”لجوانب الإنسانية في الرسالة المحمدية، يأتي ذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي ، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين "رضي الله عنه" بالقاهرة، وحاضر فيه كل من الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور السيد حسين عبد الباري رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة ، بحضور عدد من قيادات الوزارة ، ودكتور محمد عزت منسق الملتقى، وبعض من الأئمة وجمع غفير من الجمهور، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وأسيوية.
وفي كلمته أكد الدكتور عبد الله النجار أن الله "عز وجل" اختص رسالة الإسلام وجعلها مبنية على الرحمة ، قال تعالى:وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ، موضحًا أن الله عز وجل جعل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم شاملة للإنسانية كلها ورحمته صلى الله عليه وسلم، تعم الإنسانية كلها، وتشمل كل الناس بغض النظر عن الدين والجنس والعرق ، مشيرًا إلى أن رسالة الإسلام تبعد بالإنسان عن العنف والظلم والتفرقة بين إنسان وآخ ، فهم أمام الله عز وجل سواء ، لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ، قال تعالى :” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خبير ، مبينًا أن وثيقة المدينة والتي حررها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إلى المدينة ترسخ لمبدأ التواصل الإنساني بين بني البشر جميعًا ، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية، فقد جعلهم الرسول صلى الله عليه وسلم مع المسلمين أمة واحدة يدافعون عن المدينة وقت الخطر.
وفي ختام كلمته أكد أن مقاصد العبادات ذات طابع إنساني يشمل الإنسانية كلها ، ولا يقتصر على المسلمين فقط ، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال تعالى :”إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ، مشيرًا إلى أن المستفيد من نظافة المجتمع من الفحش والمنكر الناس جميعًا وهو المقصد من الصلاة، وكذلك الحج وسائر العبادات.
وفي كلمته أكد الدكتور السيد حسين عبد الباري رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة أن رسالة الإسلام تمتاز بالنزعة الإنسانية ، وتسعى لسمو ورقي ومصلحة الإنسان في العاجل والآجل ، مشيرًا إلى أنها رسالة ربانية من حيث المصدر والغاية ، وإنسانية من حيث طبيعتها، مبينا أن الخمس آيات الأول من سورة العلق ذكر فيها الإنسان مرتين قال تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”.
كما أوضح أن الفقه الإسلامي قد تحدث في ربعه عن العبادات ليكون بمثابة العون والمدد للإنسانية في مواجهة أعباء الحياة ، قال تعالى:” وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ” ، وفي ثلاثة أرباعه عن المعاملات والجنايات ، وكل ما يخص الإنسان ، كما أشار فضيلته إلى أن الحلال في الشريعة حلال على الجميع ، والحرام حرام على الجميع وهو ما ينتج ثمرة المساواة.