لا تزال معركة " طوفان الكرامة" أو ما تعرف إعلاميا معركة "تحرير طرابلس" في أوج اشتعالها، خاصة بعد أن أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني أنها تستعد لعملية كبيرة ستحصد فيها ارواح الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وقالت حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج إنها حصلت على شحنات من الأسلحة والسيارات العسكرية، استعداداً للعملية الكبرى للقضاء على قوات قوات حفتر.
وأظهرت صور وتسجيلات مصورة نشرها التحالف على صفحته وصول عشرات المركبات المدرعة من طراز (بي.إم.سي كيربي)، وقالت قناة ١٢٨ الليبية إن هذه المدرعات تركية الصنع، وقد وصلت إلى ميناء طرابلس مساء أمس السبت.
وكانت الأمم المتحدة قد فرضت حظراً على تصدير الأسلحة إلى ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، ولكن هذا الحظر تعرض للخرق مرات عديدة، بحسب الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، أعلنت قوات الوفاق، في البيان، تنفيذ طيرانها الحربي صباح أمس، خمس طلعات قتالية، استهدفت آليات ثقيلة بمنطقة قصر بن غشير في طرابلس كانت تمهد لتقدم قوات حفتر باتجاه طرابلس.
ومنذ 4 أبريل الماضي، تشن قوات حفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت رفضاً واستنكاراً دوليين، كونها وجهت ضربة لجهود الأمم المتحدة لمعالجة النزاع في البلد الغني بالنفط.
وتمكنت قوات حفتر من دخول أربع مدن رئيسية، تمثل غلاف العاصمة (صبراتة، صرمان، غريان، وترهونة)، وتوغلت في الضواحي الجنوبية لطرابلس، لكنها تعرضت لعدة انتكاسات، وتراجعت في أكثر من محور، ولم تتمكن من اختراق الطوق العسكري حول وسط المدينة، الذي يضم المقرات السيادية.
وتعاني ليبيا منذ 2011 صراعاً على الشرعية والسلطة يتركز حالياً بين حكومة الوفاق وحفتر الذي يقود الجيش في الشرق.
ماذا لو تراجع الجيش الليبي عن مهمته؟
قالت صحيفة " وول ستريت جورنال" أن أي تراجع للجيش الليبي عن مهمته يعني بالضرورة اجتياح الجماعات الإرهابية للمناطق التي ناصرت عملية "طوفان الكرامة"، ومجازر في حق الأبرياء في مناطق مثل ترهونة وغريان وورشفانة وقصر بن غشير، وهذا ما تسعى إليه ميليشيات مصراتة ونظيراتها في مدن أخرى كالزاوية والزنتان،.وخلال الأسابيع الماضية، حاولت ميليشيات من مصراتة التوجه نحو ترهونة، المدينة التي اختارت مع الجيش الليبي
واضافت الصحيفة أنه يجب التركيز على الدور الهام الذي يقوم به اللواء التاسع القادم من ترهونة، والذي أسفر على مهاجمه ميلشيات مصراتة لهم.
غير أن ميليشيات حكومة الوفاق الوطني استعملت الطيران في قصف ترهونة في عدة مناسبات، كما قصفت عددا من المدن والقرى الأخرى ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والمصابين من المدنيين، لا لشيء إلا لأنهم أبدوا دعمهم للجيش الوطني.
إذن ماذا لو تراجع الجيش الوطني عن عملية تحرير طرابلس وتراجع عن مواقعه لفائدة تلك الميليشيات المهووسة بالثأر والانتقام؟
الجواب بسيط، وهو أن منطقة غرب ليبيا ستواجه أكبر حملة للقضاء على كل من وقف مع القوات المسلحة أو ساندها ولو بكلمة أو حتى لازم الصمت، وسيتم تدمير مدن وتهجير عشرات الآلاف من السكان، وسيدفع الأبرياء دماءهم وأرواحهم وممتلكاتهم ثمنا لأي تخاذل من قبل الجيش، وسيحدث للمناطق المحررة حاليا ما وقع سابقا لتاورغاء وبني وليد وورشفانة والمشاشية والرياينة وغيرها من المناطق التي شهدت أسوء أشكال العقاب الجماعي.