خلال حوار مبارك مع فجر السعيد، كشف الرئيس الأسبق حسني مبارك عن رؤيته للقضية الفلسطينية في ظل الانقسام الذي تشهد القوى السياسية الفلسطينية. ورداً على سؤال بشأن رؤيته للقضية الفلسطينية في ظل هذا الانقسام الفلسطيني، أجاب مبارك، في الحوار الذي نشرت تفاصيله جريدة الأنباء الكويتية: "القضية الفلسطينية أنا بسميها قضية الفرص الضائعة، من أيام ما الرئيس السادات تقدم بمبادرته ودعا العرب والفلسطينيين لمؤتمر مينا هاوس للتفاوض حول الحقوق العربية مرورا بكل الفرص اللي اتيحت للوصول لحل لهذه القضية، ودلوقتي طبعا الانقسام الفلسطيني الذي بدأ عام 2007 لما حماس استولت على السلطة في غزة بيدي إسرائيل والعالم المبرر انهم يقولوا مفيش شريك فلسطيني للتفاوض معه.
اقرأ أيضاً: مبارك لفجر السعيد: الشيخ زايد عاد إلى أبوظبي بعد غزو الكويت بطائرة مصرية خوفًا من صدام
حوار مبارك مع فجر السعيد
وأضاف الرئيس الأسبق: "ده طبعا بالإضافة للمعاناة اللي بيواجهها الشعب الفلسطيني في غزة، وإسرائيل دايما كانت بتحاول تفصل بين غزة والقطاع عشان تقطع الطرق على قيام دولة فلسطينية، لما بدأت المباحثات التي أدت لاتفاق أوسلو وبعده اتفاق القاهرة في أعوام 1993 و1994 كان الطرح الأول يتضمن غزة فقط، ونحن شجعنا الفلسطينيين يصروا على ضرورة تضمن الاتفاق على الأقل مدينة في الضفة حتى لا تتمكن إسرائيل من تكريس فكرة عزل غزة عن الضفة، ومن هنا جاء اتفاق غزة أريحا".
حوار مبارك مع فجر السعيد
وتابع مبارك: "اصطحبت عرفات بنفسي ودخلته غزة بعد اتفاق القاهرة عام 1994، اتفاق أوسلو نتج عنه لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية أنه يكون هناك سلطنة وطنية من قيادات منظمة التحرير تتواجد وتمارس سلطاتها من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعالم كله اعترف بها بعدما كان بيعتبرها منظمة إرهابية، وأتذكر جيدا ان كل ما كنا نحرز تقدم أو خطوة للأمام كانت تحصل أعمال انتحارية تفجيرية داخل إسرائيل مدعومة من بعض الفصائل الفلسطينية المناوئة لعرفات عشان تقوض اي تقدم وترغم إسرائيل تحت ضغوط الرأي العام عندها انها توقف الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، حتى تم اغتياله رابين نفسه وأتى بيريز ومن بعده نتنياهو".
واستطرد الرئيس الأسبق، حسبما نقلت عنه جريدة الأنباء الكويتية، "في فترة رابين كان هناك أمل وتفاؤل وبدأت تحصل لقاءات بين العرب والإسرائيليين في مؤتمرات اقتصادية زي دافوس في المغرب والقاهرة والأردن، وحتى بيريز لما كان رئيس وزراء زار المغرب وعمان، يعني كان فيه انفراجة وأمل وبداية تعاون، لماذا؟ لأن كان هناك مسار سياسي وعملية سلام وتفاوض وأفق لحل نهائي"، مضيفاً: "ولكن جه نتنياهو عام 1996 وقال لا ما فيش أرض مقابل السلام، عايز سلام مجاني، وبدأ يتراجع عن تنفيذ الاتفاقات اللي وقعت مع رابين".
حوار مبارك مع فجر السعيد
ولفت الرئيس الأسبق إلى اجتماع بواشنطن قائلاً: "وكلينتون كان دعي لاجتماع في واشنطن تقريبا عام 1996 أو 1997 يضم مصر والملك حسين ونتنياهو"، مضيفاً: "رفضت الحضور واعتذرت للرئيس كلينتون وقلت له لا جدوى إذا لم يكن نتنياهو مستعد للالتزام بالعودة لمسار التفاوض واستكمال الانسحاب من المناطق الفلسطينية المتفق عليها، وبعد هذا الاجتماع كلمني كلينتون وقالي انا استخدمت عدم حضورك للضغط على نتنياهو، وبعد كده تولى باراك رئاسة الوزارة في اسرائيل وكلينتون عقد مباحثات في كامب ديفيد بينه وبين عرفات لمحاولة كسر الجمود والوصول لحل نهائي".
اقرأ أيضًا.. مبارك لفجر السعيد: الشيخ زايد عاد إلى أبوظبي بعد غزو الكويت بطائرة مصرية خوفًا من صدام
حوار مبارك مع فجر السعيد
وأفاد مبارك: "كلينتون كلمني من كامب ديفيد وقالي عرفات عايز يأخذ قرار في موضوع مهم بس عايز يستشيرك، ثم كلمني عرفات بعدها من كامب ديفيد وقال لي ضاغطين عليا علشان أتنازل عن القدس، قلت له لا يمكن، مستحيل حد يقبل يتنازل عن القدس، وبعدها الأمريكان قالوا إن أنا ضغطت على عرفات ففشلت المباحثات، قلت لكلينتون بعد كده إن احنا لم نكن في الصورة عن تفاصيل المباحثات في كامب ديفيد لأن الوفود كانت لا تتصل بأحد والأمريكان كانوا عاملين تعتيم إعلامي، وبعدين قلتله بكل وضوح مفيش زعيم عربي يقدر يتنازل عن القدس.
وأضاف: "المهم الإسرائيليين والفلسطينيين جم عندنا في طابا بعدها وكملوا مباحثات حول القدس، وجالي وفد إسرائيل في المباحثات وشرح لي بالخرائط أن التفاوض بيجري على تبعية بعض المناطق في القدس لإسرائيل والأخرى للفلسطينيين بس كانت لسه المشكلة في الأماكن المقدسة، وبدأ حديث حول ما سمي بالسيادة تحت الأرض وفوق الأرض في منطقة الحرم، اللي عايز أقوله انه بالرغم من كل الصعوبات والمشاكل كان فيه أفق وتفاوض للوصول لحل.