أثناء الإعلان عن أطلس الأوقاف في مؤتمر صحفي منذ ما يقرب من شهر، قال وزير الأوقاف إن الوزارة تفتح الباب لتلقي تبرعات وأوقاف جديدة، وما أن مر شهر حتى أعلنت الأوقاف أنها أشهرت واحدًا وأربعين وقفًا جديدًا تشتمل على أراض وعقارات وأموال عينية، مما يؤكد أن الخير نهر جار ومتدفق لا يجف أبدا عبر التاريخ، وأن الجيل الحالي ليس أقل من الأجيال السابقة في التبرع بماله وعقاراته وأطيانه لصرفها في أوجه الخير تحت رعاية وزارة الأوقاف وهيئة الأوقاف المصرية.
اقرأ أيضًا.. مصدر بمترو الأنفاق يكشف عدد الرحلات اليومية خلال رمضان 2019
وتقدر أموال الوقف في وزارة الأوقاف بثروة تتجاوز الترليون جنيه، تصرف على جميع أوجه البر بما يتفق مع شروط الواقفين، ولذلك تعلن الوزارة مرارا وتكرارا أن مال الوقف هو مال الله، وأن الحفاظ عليه مسئولية كبيرة يقوم بها الوزير محمد مختار جمعة.
واتساقا مع مبدأ الحفاظ على مال الوقف، أعلن الوزير جمعة عن ظهور أول أطلس للأراضي إلى النور، حيث يشمل جميع الأوقاف المسجلة بهيئة الأوقاف المصرية سواء داخل مصر وخارجها، حيث إن الأوقاف تمتلك أوقافا مسجلة خارج القطر المصري في اليونان وتركيا وغيرها من الدول، الأمر الذي جعل ظهور هذا الأطلس أمر حتمي لسهولة السيطرة على الأراضي والعقارات.
واحتوى أطلس الأوقاف على اثنين وتسعين مجلدًا كمرحلة أولى، ومثبت في هذه المجلدات جميع الوثائق الخاصة بالأراضي الوقفية من مساحة وموقع وسعر، وهذا تم بالتعاون مع هيئة المساحة ووزارة الاتصالات.
وقال وزير الأوقاف، إننا نسعى لتسجيل هذا الأطلس في موسوعة جينيس العالمية، حيث إنه يعد إنجازًا كبيرًا للدولة المصرية، ويساعد في حصر الأراضي بشكل مباشر وتحديد قيمتها السوقية العادلة بدلا من القيمة المتدنية لبعض أملاك الوقف.
وتواجه هيئة الأوقاف والوزارة مشكلة كبيرة في التعامل مع القيمة الزهيدة لبعض أملاك الوقف، فهناك قطع وقفية مؤجرة مبالغ زهيدة جدا، مثل فيلا مؤجرة لرئيس مجلس شعب أسبق في كفر الشيخ بثماني جنيهات فقط، وهو ما يتعارض مع العقل والمنطق، وعلى هذا الأساس هناك أراض كثيرة مؤجرة بمبالغ لا تعكس قيمتها الحقيقية.
جابر طايع، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، قال إن الوزارة جادة في التعامل مع القيم الزهيدة لبعض أملاك التقف، حيث إننا نتواصل مع اللجنة الدينية بالبرلمان من أجل هذا الأمر، وتحدثنا فيه كثيرا، فليس من المناسب أبدا أن تكون هذه قيمة الأراضي خاصةً بعد تطور الزمن، وهذا يسبب ظلما لليتامى الذين يستفيدون من هذه الأموال.
وعن التبرع بأوقاف جديدة، أكد طايع لـ "أهل مصر"، أن الخير موجود في الأمة المسلمة إلى يوم الدين وفي القلب منها مصر، حيث يعرف المصريون بحبهم للخير والإقبال عليه، ولذلك تفتح وزارة الأوقاف الباب لتلقي تبرعات وأوقاف جديدة وصرفها في الأبواب المحدد شرعا وحسب شروط الواقفين.
وتتجه هيئة الأوقاف في الفترة الأخيرة إلى المشاركة في البورصة بستمائة مليون جنيه لتنمية ريع الوقف، حيث أكد اتخاذ الوزارة 3 إجراءات تشكل ثورة في رفع عائدات الوقف، لافتا إلى قيام الوزارة باستكمال خريطة الدولة الاستثمارية للاستفادة من الأصول المعطلة وتحقيق أعلى ربح ممكن.
وقال سيد محروس، رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف، إن الحفاظ على مال الوقف واجب دينى ووطني، ولذلك نسعى لاستثماره بشكل صحيح من أجل الفقراء، مضيفًا أن التسعير العادل لسعر الأرض هو الأهم بالنسبة لنا، ولذلك لن نسمح باستغلال أراضي الوقف مقابل أثمان زهيدة.