اعلان

العمر واحد.. حكاية 60 دقيقة رعب في حريق زهراء مدينة نصر يرويها طلاب البحر الأحمر (فيديو وصور)

حريق شقة لطلاب مغتربين

حالة من الفزع والهلع، تعد جريمة بشعة ومصاب جلل لا يفقه وطأته إلا من يشهد تلك الواقعة، ضحيتها مستقبل طلاب مغتربين لجؤا من محافظة البحر الأحمر إلى زهراء مدينة نصر ليبنوا مستقبلهم، ربما يكون عنوان هذا المصاب ملخصًا في معاني الحسرة والحزن التي رسمت بوجوههم على ما فقدوه في الحريق الذي اندلع في منتصف ليلة الامتحان، السبت الماضي، داخل الشقة التي تأويهم نتيجة لماس كهربائي تسبب في حرق جميع ما تحتويه الشقة من أمتعتهم.

توجه محرر "أهل مصر" إلى مكان الحريق، ليتواصل مع الطلاب القاطنين داخل العقار رقم 94 بشارع الميثاق التابع لمنطقة زهراء مدينة نصر، ليكشفوا له كواليس الحريق الذي شب بالعقار سالف الذكر.

في البداية قال "شريف أ"، طالب في كلية التربية الرياضية يسكن في ذات العقار: كنت متواجدًا في الشارع أنا وبعض أصدقائي نلعب كرة قدم، وفوجئنا بسيدة تخبرنا بأن هناك حريق داخل شقة بأحد العمارات خلف الشارع الذي نلعب فيه، على الفور توجهت لأبحث عن مكان الحريق، وأثناء تلفتي يميناً ويسارًا، تفاجأت باندلاع الحريق داخل العقار التي نقطن بداخله، وفي ذات الوقت لم أفكر في كيفية السيطرة على الحريق، ولكن كان كل همي أن أنقذ أصدقائي من هذا الحادث المحزن، وفعلاً لم أنتظر لحظات من الوقت وانتقلت لكي أحاول إخراجهم من الشقة حيث كانوا في حيرة، من بين النزول على السلم أو القذف من أعلى شرفة الشقة. 

ويستطرد: صرخت منادياً على كل واحد منهم من خارج الشقة وانا في محاولتي لكسر الباب، حتى لا يفكر أحدهم في القذف من أعلى البلكونة وبعدة محاولات تمكنت من كسر الباب، وأدللتهم على أن كل واحد منهم يلتف حول وجه قطعة من القماش، حتى لا يؤثر دخان الحريق على عملية التنفس، وينقذهم من حالة الاختناق من الدخان، أخذنا نتسرب واحد وراء الثاني، حتى تم إخلاء العقار، من جميع الطلبة والقاطنين فيه. 

ويستكمل بطل الحريق: بعدما تمكنت من إنقاذ أصدقائي أخذت أفكر في أي وسيلة أتمكن بها من السيطرة على الحريق، كوني لم أجد أي طفايات حريق داخل العقار التي من المفترض أن يكون مجهزًا بجميع إجراءات الطوارئ، كون المحافظة وفرته كخدمة لأبنها المغتربين، ولكني لم أجد سواء بعض جرادل المياه، لم أفكر كثيرًا، واستعنت بتلك الوسيلة البسيطة، مردداً في نفسي: "العمر واحد"، ولكن من الغريب في تلك اللحظات الصعبة التفت حولي، وأرى كل الناس تتفرج على معاناتي، دون مساعدة أي أحد منهم إلا أن اتفاجئ بشاب أجنبي"روسي الجنسية" وهو يمسك علبة من الصفيح" صغيرة الحجم، وهو ينقل بها المياه، لكي يساعدني في إطفاء الحريق، بعد مجهود مكثف مني وتلك الشاب، سيطرنا على الحريق بعد حدوث خسائر بسيطة، ولكنها في تلك الأيام لا تقدر بثمن. 

وأضاف محمد، أحد قاطني العقار، خسرنا كل أمتعتنا" 3 هواتف محمول، جهاز لاب توب، ومبالغ مالية"، بما فيها الملابس الخاصة بنا، والمواد الدراسية التي من المفترض أن نذاكرها كوننا في وقت امتحانات، وهو السبب الذي رسم الحزن واليأس على وجهنا، خوفًا من ضياع مستقبلنا، وتكون نتيجة مجهود السنة فنكوش.

تم إبلاغ غرفة الحماية المدنية بالحريق، ولكن وصلت لمحل البلاغ بعد أن تمت السيطرة على الحريق بفترة من الزمن، جاء ذلك على حسب أقوال الأهالي، وانتقلت قوة من رجال الأمن وفريق من النيابة لمعاينة الواقعة، وتبين أن الحريق نشب نتيجة حدوث ماس كهربائي بالشقة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً