جثة منزوعة الأعضاء، عملية مدبرة من الطراز الأول اشتركت في اغتيالها أجهزة هامة في دولتين، لإنهاء مصالح مشتركة، "لقد باعوني للإخوان" تلك كلمات الشهيد زكي مبارك من داخل معتقل سيليفري في تركيا لشقيقه زكريا مبارك الذي كشف خلال حواره مع "أهل مصر" مفاجآت عن مقتل أخيه الذي زعمت السلطات التركية أنه مات منتحرا وكذبها تقرير الطب الشرعي الذي أرسل مع الجثمان من تركيا أثناء دخولها لمصر لنقلها عقب ذلك إلى غزة مسقط رأسه لتبدأ حكاية البحث والكشف عن أدلة مقتل زكي مبارك.
لماذا سافر زكي مبارك إلى تركيا؟
بعد تقاعدنا سوياً انشأنا شركة في بلغاريا في سوفيا تدعي "zmh" منوطة بأعمال الأغذية، ولأننا نعمل بهذا المجال أراد زكريا الذهاب إلى بلد إسلامي للاستقرار فيها فقرر الذهاب إلى تركيا خاصة وأننا كنا نستورد منها جميع البقوليات، كما أن من "صوفيا" البلغارية لأسطنبول 5 ساعات فقط بالسيارة، وبالفعل أعتزم على الذهاب.
ماعلاقته بسامر شعبان الفلسطيني الآخر الذي أتهم معه في قضية الجاسوسية؟
سامر شعبان كان صديق قديم له منذ عملهم سوياً في الشرطة المدنية حيث شقيقي مهندس تفكيك المتفجرات بالشرطة المدنية الفلسطينية قبل انتقاله للمخابرات الفلسطينية، وسامر عقب ذلك عمل ضابط في أمن السفارة الفلسطينية بالإمارات وعقب خروجه على المعاش لم يستطع قضاء بقية حياته هناك خاصة وأن الامارات بها غلاء أسعار بشكل كبير، فقال لزكي سأذهب إلى تركيا لرخص الأسعار كما أنها بلد إسلامي أفضل من اوروبا وبالفعل أقنع أخى الذي كان لديه النية المسبقة بفتح فرع لشركتنا هناك وذهب إلى تركيا وكان قد سبقه سامر بـ7 أشهر.
ماذا حدث في أول أيام زكي مبارك بتركيا؟
عندما ذهب إلى تركيا جلس أسبوع ثم قدم على إقامة ليكون لديه ورق رمسي لفتح المشروع الذي ذكرناه، وكان ذلك في شهر 2 الماضي،وللأسف أنه دخل بجوازه الفلسطيني وليس بجواز اللجوء البلغاري ظناً منه أن الفلسطيني له قيمة في بلد إسلامي كما له قيمة في الدول الأوروبية التي تحترم جميع الديانات، ثم سافر إلى بلغاريا وعاد مرة أخرى بعد حصوله على الإقامة.
وذهب إلى فندق يدعى "مالديم" عكس ماقيل في وسائل الإعلام التركية وقناة الجزيرة القطرية التي قالت أن كي وسامر وشخص سوري آخر قاموا بتأجير 4 شقق وجلسوا فيها، هذا ليس صحيح تماماً، ولكن زكي بعد حجزه في الفندق بيومين فقط قرر العودة إلى بلغاريا وإلغاء المشروع في تركيا، لأنه علم أن جميع الصفقات الذي قام بالاتفاق عليها مع أفراد داخل تركيا في المرة الأولي التي سافر بها وهمية، فأستشعر أنه يتم جره للجلوس في تركيا لأمر أخر.
كيف تم اعتقال زكي مبارك ومتى؟أخي لم يعتقل لقد تم اختطافه من أمام المطعم الذي كان يجلس فيه مع سامر شعبان ومع أصدقائه، في اليوم الذي قرر فيه العودة إلى بلغاريا، داهمه 15 رجلاً مسلحاً بزي مدني أمام المطعم وحدثت بينهم مشاجرة أمام المطعم أمام المطعم الذين روا الحادثة، وقاموا باعتقاله هو وسامر شعبان وقالوا له نحن من المخابرات ويجب أن تأتي معنا.ماذا بعد اختطاف زكي مبارك؟ وكيف تم التوصل إليه؟عندما تم اعتقاله ظل 15 يوماً دون معرفة مكانه، فتواصلت مع السفارة الفلسطينية في تركيا، ولكني فوجئت بإهمال و لا مبالاة من جانب السفير والسفارة التي من المفترض أن تحمي رعاياها داخل الدول الأخرى، عقب ذلك قمت بتوكيل محامي والذي استطاع خلال يومين فقط بمعرفة مكانه وظهر اعلامياً ولكن هاتفته قبلها بساعات من خلال تليفون المحامي وكان ذلك يوم 19 أبريل الماضي وقال لي حرفياً "باعوني للإخوان"، وعندما سأتله من قال لي :" سأقول لك عندما أقابلك"، لأنه كان على يقين بأنه سيخرج لأنه برئ من تهمة الجاسوسية، فقلت له لاتقلق سأحضر إلى تركيا بالفعل واعتبرها فترة "نقاهة" من العمل فقال لي:" فترة نقاهة لدى كفار قريش"، وأخى عندما يقول تلك الكلمة أعلم أنه تمت أهانته من أحد، لقد تمت إهانته بشكل كبير في المعتقل التركي من قبل قوات الأمن هناك، خاصة وأنه كان ضابطاً بالمخابرات الفلسطينية، وكان عليه توصية جيدة لإهانته.مامعني توصية التي أشرت إليها؟عندما تواصلت مع السفير الفلسطيني "فهد المصطفي" لم يعد يرد على الهاتف أو الرسائل، وهنا أيضاً في مصر السفارة الفلسطينية ترفض إعطاء موافقة لمصر لكتابة تقرير عن الحالة التي وصل بها الشهيد زكي مبارك.هل تقصد بأن هناك من يضغط علي تلك المؤسسات؟نعم، وهو من داخل فلسطين لتصفية حسابات وأنا اعمله جيداً لكني أفضل عدم ذكر الاسم إلى حين، وأنا أطالب السلطة الفلسطينية متمثلة في الرئيس محمود عباس أبو مازن للبحث وإعطاء أمر للقضاء الفلسطيني بفتح تحقيق حول تورط هؤلاء في مقتل شقيقي خاصة، وأنا لدي الأدلة وأعرف من وراء كل ذلك بالتعاون مع تركيا.
هل تم تعذيبه داخل معتقل سيلفري التركي؟
العنف حدث في 28 أبريل يوم مقتله، حتي أن تقرير الطب الشرعي التركي جاء منافياً للراوية التركية عن انتحاره، لأتراك انفسهم جاء منافياً لرواية الأمن التركي بانتحار الشاب الفلسطيني، مثبتاً أن سبب الوفاة ناجم عن تعذيب وضرب مبرح، فهناك كسر بالدماغ ناتج عن ضرب بآلات حادة، وورم في الرأس، وكسور في الحاجب، والصدر والساق اليمنى والذراعين، وكدمات متفرقة، والوجه مشوه تماما، متهما الأتراك بتعذيبه وقتله واختلاق رواية انتحاره شنقا للهروب من مسؤولية قتله، كما أصابع القدمين تعرضت للتقطيع، كما نزعت أظافر أصابع يديه، وفوق ذلك شقوا صدره وانتزعوا لسانه وقلبه وكبده.
ماهي الخطوات التي ستتخذها لجلب حقه؟
قمنا بعمل توكيل أنا وابنته لمحامي في مصر وبالفعل تم تقديم مذكرة للنائب العام المستشار "نبيل صادق" للموافقة بإعداة الكشف الطبي على الجثمان المتواجد حالياً بمستشفي فلسطين في مصر لكتابة تقرير بحالة الجثة بشكل تفصيلي، وكان من النفرتض أن تقوم السفارة الفلسطينية بهذا الدور حيث تقوم بانتداب لجنة لمعرفة سبب الوفاة، وأنا اتهم مباشرة على مسؤوليتي السفارة الفلسطينية بـ4 جرائم تسببت في قتل شقيقي، أولاً عدم البحث عليه عند اختفاءه، اهمالها في الاطلاع على التحقيقات عندما تم التعرف على مكانه، كان يجب أن تتخذ إجراءات بعمل مؤتمر صحفي تكذب القنوات والصحف التركية بأنه جاسوس، والجريمة الأخيرة عدم الكشف عليه عندما دخل إلى مصر.
قلت سابقاً أن هناك تورط من الجانب الفلسطيني؟ هل يمكن الافصاح عنه؟
انتظر لأشاهد أولا كيف ستتعامل السلطة الفلسطينية وأنا أثق في الرئيس الفلسطيني حتى الآن، ولكن إذا لم يتم أتخاذ إجراءات سريعة والكشف عن ماحدث، "أوعدهم أوعدهم أنني لن أبقى على شئ وسأكشف بالأسماء من المتورطين في مقتل شقيقي في الداخل والخارج، وفي داخل فلسطين هم يعملون أنفسهم جيداً، ويعلمون أنهم قدموا أخي كبش فداء.
كبش فداء لماذا؟
في الأيام المقبلة تشهد تركيا إعداة انتخابات على 3 مدن خسر فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأنتخابات وهما "أنقرة وأزمير واسطنبول"، لذا كان يجب على "أردوغان" عمال تلك الفقاعة الهوائية التي تسببت بمقتل شقيقي، ليؤكد للشعب التركي أن دولته مهددة ويجب أن يربح لمحاولة السيطرة على أمن البلاد، لكني أعد أردوغان وحزبه أن يوم الأنتخابات سأقوم بنشر صور تذكر الشعب التركي بما فعله أردوغان.
نقلا عن العدد الورقي.