يسأل كثير من المسلمين عن السبب في التثاؤب في نهار شهر رمضان مشيرين إلى حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذي جاء في صحيح البخاري برقم 6226 و صحيح مسلم برقم 2994 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله ، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ؛ فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان ، وقد قيل في معنى هذا الحديث إن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا ، ويعجبه ذلك منه ؛ لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه ، وليس المراد أن المراد أن الشيطان هو الذي فعل التثاؤب .
اقرأ أيضا : العلماء عن تصفيد الشياطين فى رمضان.. الله يسلسل شياطين الجن وتبقى شياطين الأنسلماذا نتثاءب في رمضان.. وقد صفدت الشياطين؟ هذا هو معنى تصفيد الشياطين
وقد ذهب جمهور من العلماء إلى أن التثاؤب أضيف إلى الشيطان لأن التثاؤب ينشأ عن امتلاء البطن ، وينتج عنه التكاسل ؛ وذلك إنما يكون بتأثير من الشيطان . قال النووي رحمه الله : أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات ، إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه , والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل، ووقال المناوي رحمه الله : أضافه إليه لأنه الداعي إلى إعطاء النفس حظها من الشهوة ، وأراد به التحذير من السبب الذي يتولد منه وهو التوسع في المطعم والشبع فيثقل البدن عن الطاعة ، وولا إشكال في وجود التثاؤب من العبد في رمضان ، مع تصفيد الشياطين فيه ؛ لأنه على القول بأن معنى ذلك أن الشيطان يحبه ويرضاه ، فليس من شرط محبته ورضاه أن يكون طليقا ، بل يحصل ذلك منه ولو كان مصفدا، أما القول بأن ذلك يكون من تأثير الشيطان ، تأثيرا مباشرا ، أو غير مباشر ، فقد قيل إن الذي يصفد في رمضان هم المردة من الشياطين فقط ، وأما غيرهم فيبقى على حاله ، فلعل التثاؤب يكون من فعل من لم يصفد منهم .