بعد مدفع الإفطار مباشرة يفضل الكثيرون كسر صيامهم بطبق من الخشاف، والأمر في الأصل سنة عن النبي الكريم الذي كان يكسر صيامه بتمرة جافة أو منقوعة في اللبن، فلما جاءت إلى مصر أصبحت كرنفالا، المشمش المجفف والبرقوق المجفف "القراصيا"، والتين المجفف، العنب المجفف "الزبيب" وشيء من "قمر الدين" ناهيك عن البلح المجفف.
يُعدّ الخشاف من أشهر المشروبات لدى المصريين وخاصةً بشهر رمضان المبارك، وذلك لفوائده الغذائية العظيمة، كما وأنّه يعمل على التخلص من الشعور بالعطش كوّنه يحتوي على التمر، أما أنواع الخشاف فتُقسم إلى نوعين، الأول هو خشاف البسطاء بدون مكسرات، أما النوع الثاني فهو خشاف الطبقة الغنية الذي يحتوي على أنواع عدة من المكسرات.
الخشاف
ويعود أصل الخشاف إلى الأتراك، ومعناه التمر المنقوع، وهو مشروب يحتوي على أنواع عدة من الفواكه المجففة كاليقطين والخوخ والمشمش، وغيرها من الفواكه، التي تُنقع في ماء دافئ لعدة ساعات، وكذلك التمر المنقوع أو يمكن الإستعاظة عنه بالبلح المنقوع، بالإضافة لمنقوع القمر دين والزبيب، حيث تُقدم هذه الفواكه بعد خلطها مع بعضها، وتزيينها بالمكسرات "البندق، الصنوبر، اللوز، الجوز، الفستق الحلبي"، وتُقدم قَبل البدء بوجبة الإفطار الرمضانية.
يحتوي الخشاف على نسب عالية من المشمش، سواء المجفف أو قمر الدين، وتؤكد الأبحاث أن المشمش يعادل قيمته الغذائية الكبد الحيواني تقريبًا في صنع كريات الدم الحمراء، كما أن المشمش يزيد من قوة الجسم الدفاعية ضد الأمراض لوجود فيتامين (A) فيه بنسب عالية جدًا.
كما أنه مفيد للمصابين بفقر الدم، وهو مقو للأعصاب والأوردة وخلايا الجلد، وفاتح للشهية ومهدئ للأعصاب ومزيل للأرق.
ويوصف المشمش للأشخاص الذين يبذلون جهدًا ذهنيًا لاحتوائه على عنصرين مهمين للمخ وهما الفوسفور والماغنسيوم.
أصل الخشاف
يرجع المؤرخون تاريخ مكونات الخشاف إلى الفراعنة، حيث كان المصريين القدماء يجففون الفواكه، ليتمكن الأموات من تناولها بعد موتهم في حياتهم الثانية، ويُذكر أنه في عهد الملك المصري الفرعوني "رمسيس الثالث"، عُثر على الآلاف من جرار الزبيب المجفف في معبد الإله "حابي" إله النيل.
وفي عصور الدولة الإسلامية، وخاصةً الفاطمية، كان المصريين يقومون بصنع التمر ونقعه بماء دافىء ومعه هذه الفواكه المجففة، وسموه الأتراك بالخشاف، أي التمر المنقوع وطوروا به حتى وصل إلى مذاقه الحالي.