بدأ أكثر من مليار مسلم في جميع أنحاء العالم الصيام خلال الأيام الماضية لكن لسوء الحظ، تنتهك بعض الحكومات الاستبدادية هذه الحرية الأساسية للعبادة، فبعضها يحظر صيام رمضان، والبعض الآخر يفرضه جبرًا بالقانون.
في بعض أنحاء العالم، من بينها تركستان ويعني: أرض الأتراك، وهو بلد مسلمٌ عريق، قد دخله الإسلام في نهاية القرن الأول الهجري، على يد القائد العظيم قتيبة بن مسلم، وأنجب خير علماء الإسلام في الدين والعلوم، مثل البخاري ومسلم والترمذي والخوارزمي وابن سينا، وغيرهم كثير، ممّن استفادت البشرية من تراثهم العلمي المجيد، تقمع السلطات محاولات الناس ممارسة دينهم بحرية، وبالنسبة للسكان الإيغور، الشعب المسلم من أصل تركي الذي يعيش في الصين، ترى السلطات الصينية أن الصيام "علامة على التطرف".
أخشى أن العالم نسي تركستان الشرقية، ذلك البلد الإسلامي الذي ما زال مُضطهداً منذ حوالي القرن من الزمان.
حظر الصيام
ومن مظاهر التضييق التي دأبت على ممارستها السلطات الصينية بحق مسلمي تركستان الشرقية بشكل عام خلال شهر رمضان في معظم الأعوام السابقة، أنها تمنع الموظفين المسلمين من أبناء الإقليم العاملين في الحكومة، وكذلك الطلاب من الصيام نهائيًّا بحكم قانون رسمي ومعلن.
وإذا صام الشخص سرًّا، فإن المسئول الصيني يختبره بأن يقدم له الضيافة حتى يعرف هل هو صائم أم لا، وتخصم مصروفات هذه الضيافة الإجبارية من راتبه قسرًا، وإذا عُرف أنه صائم إما أن يفصل من وظيفته أو يحجب عنه راتبه.
ونفس الحال بالنسبة للطلاب في المدارس والجامعات الذين لا يسمح لهم بإقامة أي شعائر دينية مثل الصلاة والصوم، والطالب الذي يخالف يتم طرده فورًا.
أما بالنسبة لغير الموظفين وغير الطلاب فإنه منذ 10 سنوات كانت الحكومة تمنع الإفطار الجماعي سواء في المسجد أو المنازل، ونتوقع أنه هذا العام ستعيد تطبيق هذا المنع.
ويتعدى الأمر الصيام والصلاة إلى الزكاة أن هذه العبادة أصبحت صعبة الأداء؛ لأن الشخص الذي يريد أن يدفع الزكاة لا يستطيع أن يقدم الزكاة إلى مستحقيها وفق أولويات من يستحق؛ فمثلاً ممنوع عليه أن يقدمها لطالب علم شرعي فقير، أو لأسر المعتقلين.
ومنذ أن ضمت بكين تركستان إليها عام 1949م وهي تشجع انتقال الصينيين من عرقية الهان على نطاق واسع إلى الإقليم ليسيطروا على ثرواته، وتصبح لهم اليد العليا فيه؛ وهو ما أدى إلى تراجع نسبة السكان المسلمين في الإقليم من أكثر من 90% قبل هذا التاريخ إلى أكثر بقليل من 40% بحسب أحدث الإحصاءات لصالح تزايد أعداد الهان الوافدين من بقية الأقاليم الصينية.