خبراء: غاياتهم سياسية وليست دينية.. وأفعالهم تنفي صلتهم بالإسلام
لم تتورع التنظيمات الإرهابية عن ارتكاب جرائمها في شهر رمضان المعظم، بل تراه «شهر الجهاد»، وترى أن القيام بأعمال تفجيرية وتخريبية عدائية ضد الدولة عمل ينالون عليه ثوابا مضاعفا، فأحفاد الشيطان لا عهد لهم ولا دين، ولا يبالون بأن يكون ضحاياهم أطفالا وشيوخا، ولا تنحصر عملياتهم الخسيسة بزمان أو مكان، ولا يحترمون قدسية بيوت الله ولا شهوره المعظمة.
وبعد أن تمكنت أجهزة وزارة الداخلية فجر الرابع عشر من شهر رمضان من القضاء على خليتين إرهابيتين فى توقيت متزامن بالعريش وتصفية 12 من عناصرهما، والعثور بحوزتهم على أسلحة نارية وعبوات ناسفة معدة للتفجير، في القاهرة و6 أكتوبر، وبعد فشل الإرهابية في حادث انفجار جسم غريب في أتوبيس سياحي بمنطقة الرماية بالهرم الأسبوع الماضي في تحقيق أهدافها ووقوع وفيات، بات موكدا أن الجماعات الإرهابية لا تأبه بقدسية الشهر الكريم وبأيام عظمها الله وتظل تقوم بالتخطيط والتنفيذ لعملياتها التفجيرية.
«أهل مصر» التقت خبراء أمنيين أكدوا أن الجماعات الإرهابية لا تحترم الدين الإسلامي، وأن أعضاءها يتخذون الدين ستارا، وأن غايتهم سياسية في المقام الأول وليست دينية كما يروجون، وأن الإرهاب لا يتقيد بزمان ومكان، فجميع الظروف والمواعيد أوقات طبيعية لتنفيذ عملياتهم التخريبية.
اللواء مجدي كمال مساعد وزير الداخلية والخبير الأمني، قال إن الجماعات الإرهابية لا عهد لها ولا دين، منذ نشأتها ويدل على ذلك تاريخها الأسود في ارتكاب العمليات التفجيرية، وسواء قبل 2011 أو بعدها فهم أناس لا يحترمون الدين في الأساس فكيف يحترمون الشهر الفضيل، فغاياتهم دائما سياسية وليست دينية، وأفعالهم التي تهدف إلى إرباك الدولة، انتقاما من أجهزتها الأمنية، تدل على أنهم لا يمتون للدين الإسلامي بأي صلة.
وتابع «كمال» أن هؤلاء هم أبناء الشيطان، لا يتورعون عن القيام بعمليات إرهابية وتفجيرية ولا يبالون بأن يكون ضحاياها أطفالا وشيوخا، فقد انتهكوا حرمة المساجد، في تفجيرهم مسجد الروضة في نوفمبر 2017، وكذلك المحاولة الفاشلة لاغتيال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على يد 4 من عناصر حركة سواعد حسم الإرهابية الذين أمطروه بوابل من الرصاص أثناء توجهه لأداء شعائر صلاة الجمعة في مسجد فاضل بمدينة السادس من أكتوبر، والتي أدت إلى إصابة حارسه الشخصي برصاصة في القدم، وكذلك غدرهم بـ16 ضابطاً وجنديا أثناء تناول إفطارهم فى رفح في رمضان عام 2012.
وأشاد اللواء مجدي كمال، بالضربات الاستباقية لأوكار الإرهابيين وإحباط مخططاتهم في مهدها، مؤكدا أن تحقيق الأمن لا يمكن أن يتم بنسبة 100% في أي دولة ورغم ذلك نجد تلك الضربات الاستباقية ومداهمة أوكار العناصر الإرهابية لتصنيع المتفجرات، قد منعت حوادث كبرى ويدل على ذلك كمية الأسلحة والمتفجرات المرعبة التي يتم ضبطها في كل مرة.
اللواء إيهاب يوسف، خبير المخاطر الأمنية، وصف الإرهاب بأنه لا يتقيد بزمان أو مكان، فجميع الظروف والمواعيد مناسبة من وجهة نظر الإرهابيين لتنفيذ عملياتهم التخريبية، وكثيرا ما قاموا بتفجير الكنائس والمساجد، بمن فيها من أبرياء، فليس لديهم اعتبارات عند تنفيذ عمل إرهابي سوى وقوع أكبر عدد من القتلى والضحايا، فهي تنظيمات قائمة على التكفير، ومادام التكفير هو الأساس عندهم فكل شيء مباح وكل أفعالهم حلال، بل ربما يعتقدون أن تنفيذ مثل هذه العمليات التخريبية في شهر رمضان ثوابه مضاعف.
وتطرق «يوسف» إلى شق اعتبره الأهم والأخطر في مكافحة الإرهاب ومنع العمليات الإرهابية، وهو العمل على تغيير المعتقدات والمفاهيم الدينية المترسخة في عقول تلك الجماعات التي يصعب التغيير في سيكولوجيتها بشكل تقليدي، وقال: بالطبع تلك التنظيمات تمولها أجهزة مخابرات دولية وتكيف لها رسائل نفسية دقيقة معدة بشكل احترافي تجعلها تواصل الاشتراك في التخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية، مادامت توفر لها بجانب التمويل، الإعداد النفسي والسيكولوجي الذي يتم على يد محترفين.
وطالب خبير المخاطر الأمنية بوضع استراتيجية متكاملة لعدم استقطاب شباب جدد لتلك المنظمات خاصة عبر مواقع السوشيال ميديا، وأول عناصر تلك الاستراتيجية الأعمال الفنية والثقافية والخطاب الإعلامي، الذي يجب عليه الاستشهاد بشباب تلك الجماعات التي خدعت في شعاراتها الدينية وبعد تورطهم في ارتكاب جرائم إرهابية تحت مسمى الجهاد تتمنى لو تعود لحياتها قبل انضمامها، وكذلك أمثلة لشابات وقعن فريسة للاغتصاب تحت شعار ما يسمى بجهاد النكاح، وقال: إذا كان لدينا 5600 طفل يولدون يوميا، فعلينا أن نبحث كيف ينضم منهم 10 على الأقل في المستقبل إلى تلك التنظيمات ونعمل على تقليصهم.
وثمن اللواء إيهاب يوسف، خبير المخاطر الأمنية، مجهود قوات الأمن في القضاء على الإرهابيين قبل القيام بمخططاتهم الإرهابية وتوجيه الضربات الاستباقية لهم والتي كان آخرها قبل منتصف شهر رمضان المعظم ونجاح وزارة الداخلية في القضاء على خليتين إرهابيتين في توقيت متزامن بالعريش، وقتل 16 من عناصرها الإرهابية.
من جانبه، يرى اللواء عبد الرحمن شحاتة القاضي، مساعد وزير الداخلية السابق، أن عناصر الجماعات الإرهابية يعتبرون خوارج عن منهج الإسلام وأنهم مفاتيح للشر ومغاليق للخير، ومن خلال المنهج الخاص بهم يرتكبون أية جريمة أيا كان نوعها بداية من الكذب حتى القتل وإزهاق الروح، فهم يتوهمون أن ما يقومون به جهاد، وعادة التنظيمات الإرهابية تنفيذ عمليات مسلحة فى رمضان لرمزية الشهر الكريم من زاوية تاريخ الفتوحات ووقوع انتصارات للمسلمين خلاله، مستغلين حالة الروحانيات التى تملأ شبابهم.
ونوه مساعد الوزير عن حادث أتوبيس الرماية الذي وقع الأسبوع الماضي يوم الرابع عشر من شهر رمضان وفشل في تحقيق غايته في إيقاع قتلى بين الأفراد الجنوب الإفريقيين مستقلي الأتوبيس، وتعكير صفو الحالة الأمنية، وإرباك وإظهار الدولة بالمظهر الضعيف، ونقل صورة سيئة للخارج وضرب السياحة، وقال: كما أن نقل القنوات الأجنبية مثل bbc والجزيرة لتفاصيل الحادث فور وقوعه يدل على التنسيق والتواطؤ والخيانة مع الإرهاب من جانب اتلك القنوات التي أثبتت قدرتها الفائقة في الفبركة والإفك ومعاداة الأجهزة العربية.
كانت وزارة الداخلية قد وجهت ضربة استباقية لعناصر حركة حسم التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، في الثالثة فجر يوم الخامس عشر من شهر رمضان المعظم، وأجهضت مخططهم، قبل تنفيذ عمليات عدائية تستهدف إثارة البلبلة وترويع المواطنين، حيث كانت هناك أياد خسيسة تشرع في تنفيذ عدة عمليات تفجيرية لتعكير صفو الشهر المبارك وفرحة العيد.
اقرأ أيضًا.. ننشر أول فيديو من موقع حادث انفجار أتوبيس الرماية
وقبل أن يستيقظ المواطنون على أصوات الانفجارات ورائحة الدم والأشلاء المتناثرة، كانت هناك يقظة من ضباط قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية التي رصدت المخطط وقامت بتوجيه ضربة استباقية وتمكنت من القضاء على 12 من عناصر حسم الإرهابية وضبط ما بحوزتهم من الأسلحة والعبوات الناسفة المعدة للتفجير.
فقد وردت معلومات لقطاع الأمن الوطنى تفيد بصدور تكليفات من قيادات الجناح المسلح لتنظيم الإخوان الارهابى بالخارج لعناصر حركة حسم، المسلحة التابعة لها، لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية خلال الفترة المقبلة لإحداث حالة من الفوضى بالبلاد.
ورصدت عمليات المتابعة، اتخاذ مجموعة من عناصر حركة حسم الإرهابية، إحدى الشقق السكنية بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، وكرًا لتصنيع العبوات المتفجرة، وفي أثناء مداهمته بادرت تلك العناصر بإطلاق النيران تجاه القوات، فتعاملت معها على الفور، مما أسفر عن مصرع ٧ من تلك العناصر، وعثر بحوزتهم على ٤ أسلحة آلية عيار 7.62 * 1.39 وبندقية خرطوش وكمية من مادة R. Salt والنترات والدوائر الكهربائية والأدوات المستخدمة فى عمليات التصنيع.
كما أكدت المعلومات تواجد عدد من عناصر مجموعة التنفيذ التابعة للجماعة الإرهابية بإحدى الشقق السكنية بدائرة قسم الشروق بمحافظة القاهرة، استعدادا لتنفيذ عمليات عدائية، فداهمت القوات الوكر المشار إليه، وتبادلت إطلاق النار مع تلك العناصر مما أسفر عن مصرع ٥ منهم وعثر بحوزتهم على ٥ بنادق آلية عيار 7.62 *3.39 وخزينة بندقية آلية، و٢ عبوة معدة للتفجير، و٢ عبوة متفجرة.