تعتبر الكنافة من أشهر الأطباق التي يتميز بها شهر رمضان، ولا تخلو مائدة عربية منها اليوم خاصةً في الشهر الفضيل، إذ تُقدم كنوع حلوى شرقي بعد الإفطار يتم صُنعها على شكل خيوط من العجين المميزة ولها عدة طُرق لاعدادها خاصة اليوم حيث يُضاف لها نكهات وإضافات، مع شربات العسل، وتتميز بعض البلدان بعمل كنافة مميزة، مثل الكنافة النابلسية. كما عُرفت بأنها أكلات الملوك، إذ كانت تُسمى بـ " أكلة ملوكي" لمدى فخامتها.
امتدح الكنافة شعراء العصر المملوكي لمدى حبهم لها، منهم الشاعر حسين بن الجزار، وهو من شعراء العصر المملوكي والذي قال الشعر في الكنافة من شدة حبه لها:
ومالي أرى وجه الكنافة مُغضباً.. ولولا رضاها لم أرد رمضانها
ظهور الكنافة .. وأول من اخترعها
الرواية الأولى
ولظهور الكنافة عدة روايات اختلفت حول بداية معرفة العرب بها، فتنسب الكنافة إلى بلاد الشام، حيث تقول الروايات إنها ابتكرت على يد صانعي حلويات شاميين، واشتهرت بعد تقديمها للخليفة معاوية بن أبي سفيان في الوقت الذي كان به واليا على الشام، بعد أن شكا للطبيب شعوره بالجوع الشديد في نهار رمضان، والسبب في تقديم هذا الطبق على السحور له أنها كانت وصفة طبية وصفت لتمنع عنه الشعور بالجوع والعطش أثناء ساعات الصيام.
وكان يُعرف عن معاوية أنه كان يجوع بشدة أثناء الصيام، فوصفها له طبيبه وكانت هذه الحلوى مصنوعة في ذلك الوقت خصيصًا لمعاوية بن سفيان، وهو ما جعل اسمها مرتبطًا باسمه وعرفت بـ"كنافة معاوية". ولم تُنسب الكنافة لمعاوية ابن أبي سفيان فقط، وإنما تردد أيضًا أنه تم تقديمها للمرة الأولى للخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك، وقيل أيضا أنها ابتُكرت في عهد المماليك.
الرواية الثانية
يقال أيضا إن الكنافة حلوى شعبية استقبل بها المصريون المعز لدين الله الفاطمي حين دخل القاهرة في شهر رمضان، إذ أسرع الأهالي لاستقباله وقدموا له عدة هدايا من بينها الكنافة. وتردد أنها كانت وقتها من الحلويات رخيصة التكلفة وشديدة الشعبية في مصر، ثم انتقلت إلى بلاد الشام من خلال التجار.
وبعد أن وصلت الكنافة لأهل الشام وضعوا أضافوا بصمتهم عليها وقدموها بطرق مختلفة ومبتكرة. كما قيل أن الكنافة تعود للعصر العثماني ومنها عرفتها الدول العربية، لتبدع كل دولة في حشوتها، بالقشطة تارة وبالجبن تارة أخرى، ويقدمونها أيضًا في أشكال مبتكرة بأسماء أخرى كالمبرومة والعثمانلية والمفروكة.
أشكال الكنافة الحديثة
تطورت طريقة عمل الكنافة في العصر الحالي، من خلال حشوها بالحشوات المختلفة وغير التقليدية، فبعد أن كانت مقتصرة على القشطة والجبن ظهرت قبل سنوات الكنافة بالمانجو ثم الكنافة بالنوتيلا وحاليا الكنافة بالريد فيلفت، وارتفعت اسعارها من جديد لتكون مثل العصر المملوكي تُقدم للأثرياء أكثر منها شعبية.