"الزبيدي" عالم المشرق وتلميذ شيخ الإسلام.. قتله الطاعون ودُفن بمسجد السيدة رقية

لايزال الإنسان يتعلم حتى يشاء الله أن توافيه المنية، فليس هناك من أحد قد حصل جوامع العلم فليس للعلم حد ولا نهاية، ويدلل على ذلك بقصة نبي الله موسى عليه السلام تلك التى سردها القرآن الكريم، حينما سئل عما إذا كان هناك من هو أعلم منه فأجاب سائله نافيا، فأراد الله أن يرده عن ذلك فأرسله إلى سيدنا الخضر رضى الله عنه؛ حتى يرى ما آتاه من علمه، وهناك الكثيرين ممن سعوا فى تحصيله حتى بلغوا فيه مبلغًا ليس بالقليل أحدهم سيدي محمد مرتضى الزبيدي، الذي قد أقيم له ضريحًا بمنطقة السيدة نفيسة بجوار ضريح السيدة رقية.

إنه محمد بن محمد بن عبد الرازق الحسيني الواسطي البلجرامي الزبيدي، الذي ولد في عام 1145 م ببلدة بلجرام في ولاية آتار براديش الهندية، والذي تنتمى جذوره إلى العراق، له الكثير من المؤلفات اللغوية والأدبية العتيقة أشهرها كتاب "تاج العروس"، وكان قد طالع جحافل العلماء في الهند، واستقى منهم قدر ما استطاع، وأبرز معلميه في تلك الديار الإمام الكبير "شاه ولى الله الدهلوى"، أحمد بن عبد الرحيم.

وبعد ذلك وهو فى الخامسة عشر من عمره ذهب للحج، واجتمع بعلماء الحرمين وكان من أكثر من قام بالرواية عنه الشيخ "عمر بن أحمد السقاف"، وأخذ عن مشايخ المذاهب الأربعة بمكة المكرمة، ومن أشهر من أخذ عنهم الشيخ "عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس"، وقد ظل ملازما له وهو الذي حثه لزيارة مصر للاستفادة من فقه علمائها.

ووصل إلى مصر فى التاسع من شهر صفر عام 1167 م، وبدأ في حضور الدروس والحلقات العلمية لكبار المشايخ والمفكرين وكان ممن أخذ عنهم الشيخ العدوي الصعيدي المالكي، وقد ذكر في ثنايا كتابه تاج العروس بعض المواقف التى توضح ترحاله فى ربوع المحروسة حتى أنه قد عامل أهل الصعيد وأمراؤه، والتقى بشيخ العرب "همام بن يوسف أحمد الهوارى"، والذي عرف عنه الكرم والسخاء.

وفى شهر ربيع الأول اجتاح الطاعون مصر، ومات بسببه الكثيرون وقد أصيب "الزبيدي"، بهذا المرض الملعون ووافته المنية يوم الأحد السادس من شعبان عام 1205 م ودفن بقبر كان قد أعده لنفسه بجانب قبر زوجته فى مسجد السيدة رقية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً