عادة تتوارثها أجيال قبيلة الهنداوي طوال شهر رمضان الكريم، عند سماع آذان المغرب؛ حيث ينطلق عدد من الشباب، يحملون صوان بها أنواع مختلفة من الأطعمة، ثم يتجمعون لتناولها داخل المضيفة الكائنة بقرية العقايلة التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية.
"فضل شهر رمضان إلى جانب روحانياته الأخرى، أيام كلها خير وبركة وفيه تنتهي أي خصومات أو مشاحنات بين رجال ونساء العائلة، فنشعر جميعا كأننا ايد واحدة"؛ بهذه الكلمات بدأ "محمود محمد" أحد أبناء قبيلة الهنداوي حديثة مع "أهل مصر".
وأضاف عادة الإفطار الجماعي بمثابة اتفاقية لتأكيد التضامن والتلاحم ونبذ أي خلافات، مشيرًا إلى أن كل أفراد العائلة الذين يتجاوز عددهم 3 آلاف يتجمعون على المائدة وكل أسرة تحضر أطعمة قدر استطاعتها ويبدأ الشباب في توزيع الأدوار عليهم بإحضار الطعام ثم تجميع الصواني وإعادتها إلى المنازل، وبعد ذلك نقوم بتأدية الصلوات ونتجمع في حلقات للذكر وتبادل الأحاديث بعد ذلك، ومع بداية كل يوم تبدأ النساء في التجهيز لإعداد وجبة الإفطار بإحضار الخضروات وأنواع الأطعمة المختلفة من أحد الأسواق.
"عادة سنوية وربنا يديمها علينا نعمة ومنتحرمش من اللمة والمودة"؛ بتلك الكلمات بدأت إحدى السيدات حديثها، وتابعت: "أصبحنا ننتظر قدوم شهر رمضان كل عام لنجد فيه فرصة تجمعنا على أعمال الخير".
وأضافت أقوم بتجهيز الخضار واللحوم أو الدواجن بعد شرائها، ثم يتولى زوجات أبنائي طهي الطعام وقبل أذان المغرب نبدأ في وضع الأطعمة في الأواني والأطباق ثم يقوم أحد الأبناء باصطحابها والتوجه إلى المضيفة، حيث يتجمع الرجال والشباب لتناول الإفطار معا بينما تتناول السيدات الإفطار في المنازل".