شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على حرص المملكة على تحقيق الاستقرار في ليبيا، وتوقف القتال بين الإخوة، مؤكدا أنه "لا حل عسكريا للأزمة الليبية، بل الحل يكمن في العودة إلى الحوار والتفاهم".
محمد بن سلمان
وأضاف ولي العهد السعودي خلال لقائه رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، على هامش قمة مكة الإسلامية، أن "المملكة مستعدة للعب دور في هذا الاتجاه ودعم مشروع وطني ليبي يمثل الليبيين ويلبي رغباتهم"، وفقا لبوابة الوسط الليبية.
الأزمة الليبية
وأشار ولي العهد إلى أن "استقرار ليبيا سينعكس إيجابيا على دول الجوار الليبي وعلى كامل المنطقة".
فائز السراج
من جانبه، قال رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، إن "ما تمر به ليبيا من ظروف استثنائية بالغة الخطورة تهدد استقرارها ووحدة ترابها، نتيجة الاعتداء الذي تتعرض له العاصمة طرابلس، بينما تستعد البلاد لعقد مؤتمر وطني، كان سيعتبر طريقًا نحو مرحلة مستقرة لبناء الدولة المدنية".
ليبيا
وأكد السراج أن "الاعتداء استهدف أحياء سكنية ومنشآت مدنية وتسبب في مقتل وإصابة المئات كما تسبب في موجة نزوح للسكان"، مشيرا إلى أن "الهدف من هذا الاعتداء بات واضحا للجميع وهو محاولة إجهاض العملية السياسة وإعادة الحكم الشمولي من جديد إلى ليبيا".
الشعب الليبي
وأشار إلى أن "إرادة الشعب الليبي ستنتصر ليبني دولته المدنية المنشودة (..) نتطلع إلى موقف سعودي لا يساوي بين المعتدي والمعتدي عليه، ويطالب القوات المعتدية بالعودة إلى الأماكن التي انطلقت منها، ويساهم عملياً في حقن دماء الليبيين".
مجلس الامن
وأوضح أن "الدول التي تدعم حفتر وتزوده بالأسلحة تعتبر مساهمة فيما يرتكبه من انتهاكات، كما أن تزويده بالأسلحة يعد خرقا واضحا لقرار مجلس الأمن الدولي بحظر التسلح".
اقرأ أيضا..تونس.. جدل برلمانى بشأن تعديل القانون الانتخابي
وبدأت المواجهات العنيفة التي تشهدها الضواحي الجنوبية لطرابلس بين قوات تابعة لحكومة الوفاق وأخرى تابعة للقيادة العامة منذ شهر، مخلفة 376 قتيلا على الأقل و1822 مصابا، حسب منظمة الصحة العالمية. فيما تقدر المنظمة الدولية للهجرة أعداد النازحين بنحو 38 ألفًا و900، مشيرة إلى أن أكثر المدنيين يفرون من منازلهم.
وأعلنت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، إطلاق عملية للقضاء على ما وصفته بالإرهاب في العاصمة طرابلس، والتي تتواجد بها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج، ودعا الأخير قواته لمواجهة تحركات قوات حفتر بالقوة، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 تشهد ليبيا، الدولة الغنية بالنفط، نزاعات داخلية مختلفة، لكن الهجوم الذي أطلقته قوات حفتر الخميس شكل تدهورا واضحا بين السلطتين المتنازعتين على الحكم.
وتتنازع على الحكم في ليبيا سلطتان هما: حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج التي شكلت في نهاية 2015 بموجب اتفاق رعته الأمم المتحدة وتتخذ من طرابلس مقرا لها، وسلطات في الشرق الليبي مدعومة من "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأدت المعارك الجارية لإعلان المبعوث الأممي إلى ليبيا تأجيل المؤتمر الوطني الليبي الذي كان مقررا منتصف الشهر الجاري.